دمشق-سانا
يستعيد الفنان التشكيلي وليد الآغا حضوره في المشهد البصري السوري بعد غياب، بمعرض جديد يحتضنه غاليري ذي خان في دمشق القديمة، مقدّماً تجربة فنية غنية بالتحوّلات والبحث في المعنى والهوية.

المعرض الذي يقام بالتعاون بين غاليري سامر قزح بدمشق، وأوربانيست آرت غاليري في دبي، يستمر لغاية الـ 15 من كانون الثاني المقبل.
خطوات البحث الفني خلال خمس سنوات

ويقدّم وليد الآغا في معرضه 43 عملاً مختاراً من أصل نحو 180 لوحة أنجزها خلال الأعوام الخمسة الماضية، عُرض بعضها في ألمانيا، وتمثّل محطات مختلفة من تجربته بين دمشق وبلودان وهانوفر.
وتتنوّع الأعمال في موضوعاتها وتقنياتها بين “مرحلة السمك” التي عبّر فيها عن معاناة الشعب السوري خلال السنوات الماضية، والتهجير الذي فرض عليه مع فقدان الاتجاه، ومرحلة “التجريد المرتبط بالموروث” حيث تجلّى الحرف العربي كعنصر جمالي وروحي، وصولاً إلى تجربة “خيال الظل” المنفّذة على الورق بالفحم والأختام، وصولاً إلى تجربته الأحدث التي يقدم عبرها المعالجات الحديثة بتقنيات الميكس ميديا التي تجمع بين الأكريليك والأحبار برؤية متفائلة بعد التحرير.
دمشق.. مكان المعنى والانتماء

وفي تصريح لمراسل سانا، أوضح الفنان الآغا أن عودته للعرض في دمشق “تعبّر عن إيمانه العميق بأن هذا البلد المعطاء يستحق أن تُقدَّم فيه التجارب الفنية الأصيلة”، مشيراً إلى أن “روح المكان وانتماء الفنان لأرضه يمنحان العمل صدقه وجماله الحقيقيين، بخلاف ما يمكن أن يعيشه الفنان في المغترب مهما لقي من تقدير”.
واعتبر الآغا أن التفاعل الكبير مع المعرض يؤكد حضور الفن السوري وقدرته على التجدد، وأن “الحركة التشكيلية في سوريا بدأت تستعيد حيويتها رغم الصعوبات، وأن الإيمان بالمستقبل والثقة بالذات هما ما يدفع الفنانين للاستمرار والإبداع”.
رؤية متجددة ودعوة للأجيال الشابة

وفي ختام تصريحه عبّر الآغا عن إيمانه بضرورة التجريب الدائم، داعياً الفنانين الشباب إلى عدم التقيّد بالقوالب السائدة، وقال: “لن نرتقي فنياً إلا بالفكر المتجدد والبحث المستمر عن هوية صادقة تعبّر عن الإنسان والمكان والزمن”.
السيرة الفنية
يذكر أن الفنان وليد الآغا من مواليد دمشق عام 1953، خريج كلية الفنون الجميلة بدمشق قسم الاتصالات البصرية عام 1979، وعمل محاضراً في الكلية بين عامي 1982 و1989، قبل أن يتفرغ لممارسة الفن التشكيلي والبحث في الأساليب البصرية المعاصرة.
وأقام الآغا معارض فردية وجماعية عديدة في سوريا وعدد من الدول العربية والأوروبية، وأعماله مقتناة في المؤسسات الثقافية السورية، إضافة إلى مجموعات فنية خاصة داخل سوريا وخارجها، يقيم حالياً في ألمانيا، ويواصل عبر تجربته الغنية تقديم رؤية فنية تجمع بين روح التجريد وعمق الموروث السوري، مرتكزاً على الحرف العربي كعنصر جمالي وتعبيري أساسي في مشروعه الفني.



