دمشق-سانا
في استعادة إبداعية من مغترب لسردية الهوية السورية، وقّع الأديب والشاعر بشير البكر، اليوم، كتابه الجديد “سوريا.. رحلة إلى الزمن الضائع”، مكملاً به سيرة العودة التي بدأها في روايته “بلاد لا تشبه الأحلام”، ومؤكداً أن الوطن هو الزمن الوحيد الذي لا يضيع.
وشهد حفل إشهار وتوقيع الكتاب الذي احتضنه مقهى الروضة بدمشق، حضور مستشار رئاسة الجمهورية للشؤون الإعلامية أحمد موفق زيدان، ورئيس اتحاد الكتاب العرب أحمد جاسم الحسين، إلى جانب حشد من المثقفين والأدباء والكتّاب والمهتمين.
بين دفتي الكتاب
ويأتي الكتاب التوثيقي ليجسد انتصار الذاكرة على النسيان، حيث يرحل البكر عن سوريا عبر أكثر من أربعين عاماً من الغياب، ثم يعود ليعانق منمنمات بلده المحفورة في وجدانه، لكنه يتفاجأ بأنّ كثيراً ممن عرفهم قديماً غادروا إما بالموت أو بالسفر، وأحدهم فقَدَ النطق.
ثم يقوده ترحاله إلى مقهى الروضة الذي صار ملتقى العائدين بعد سقوط النظام البائد، مستحضراً أسماء في الأدب والنضال، وراصداً أحوال المقيمين والعائدين، كما يحتضن الكتاب فصولاً تستهلها مطالع شعرية، وبسردٍ وجداني شفاف، وبأسلوب جذاب.
تأملات عامة بعد النظام البائد

في تصريح لمراسلة سانا، قال البكر: إن كتابه الجديد هو مجموعة تأملات في الوضع العام لسوريا بعد سقوط النظام البائد، وهو إثر حصيلة رحلتين إلى دمشق، مبيناً أن التأملات مروحة جمعت العائلة والأصدقاء والثقافة والفن خلال المرحلة الجديدة، كمحاولة للنظر نحو المستقبل، داعياً المثقفين والكتاب الشباب لقراءة معمقة لتاريخ سوريا لصنع ثقافة الحرية.
كتاب يختزن الذاكرة من كاتب صادق

من جانبه، وصف المستشار زيدان التجربة الإبداعية للأديب البكر بأنها مميزة ولدت من كاتب صادق التحم مع ثورته ومع هموم شعبه، لافتاً إلى أن الكتاب الجديد يجسد شيئاً من الذاكرة السورية التي اختزنت بالآلام والآمال معاً.
سوريا تفتح أبوابها لجميع أبنائها

بدوره، لفت الحسين إلى أن البكر هو من الأشخاص الذين ظُلموا حين غادروا البلاد قبل أكثر من 40 سنة، وبالتالي تمثل عودته اليوم رمزاً لعودة كل البلاد لوضعها الطبيعي، مؤكداً أن سوريا الجديدة تفتح أبوابها لجميع أبنائها.
رحلة الأديب بشير البكر

يُشار إلى أن البكر أديب وشاعر من مواليد الحسكة، مقيم في باريس منذ عام 1985، وحائز جائزة الصحافة العربية لعام 2008، وله مؤلّفات في السياسة وأعمال شعريّة، وتُرجمت قصائده إلى الفرنسيّة والإنكليزيّة والتركيّة.
أما كتابه اليوم فهو من القطع المتوسط، وصادر عن دار “نوفل -هاشيت انطوان” اللبنانية، في حين جاء حفل التوقيع بتنظيم دار نينوى للدراسات والنشر والتوزيع.
