دمشق-سانا
قدّمت فرقة “آشتي” الكردية للفنون حفلاً فنياً منوعاً مساء اليوم بمناسبة الذكرى الأولى للتحرير، على خشبة مسرح مجمع دمر الثقافي بدمشق.
تضمن الحفل عروضاً فنية تنوعت بين الرقصات والدبكة والعزف، شملت سبع رقصات إضافة إلى الغناء الجماعي والمنفرد، مزجت الحكاية بالعرض الحركي، وسط تفاعل من الحضور وأجواء البهجة التي طغت خلال الحفل.
رقصات الفلكلور الكردي للأطفال والكبار
بدأت الأمسية بتقديم تسعة من الراقصين والراقصات لفقرات من الفلكلور الكردي الخاص بطقوس الأعراس والحصاد، والتي جاءت بحركات متنوعة من السريعة إلى الثابتة والبطيئة، ليقدم بعدها الراقصون الأصغر سناً من الأطفال، عرضاً ضم رقصات ودبكة مترافقاً مع أغنية باللغة الكردية، صوّرت فرحة العريس بزيارة منزل العروس والتعرف على أهلها وتحقيق حلم الزواج بها.
أغانٍ ورقصات تعكس الحب والتراث

ثم قدّمت الفرقة رقصة على أنغام أغنية عن شاب عمل سبع سنوات ليجمع ثمن المرجان والذهب لمحبوبته الجميلة التي تشبه الزهور، من دون أن يحقق مراده، بعدها غنّى روستو رمضان أغنيتين كرديتين، الأولى تعني “أنا اشتقتُ لك”، والثانية تصف محبوبته ذات الشعر الأجعد، لترافقهما فقرة رقص وعرض لأبرز معالم أثرية وطبيعية، ولا سيما جبال سيبان، ثم رقصة على أغنية تصف العروس الجميلة نارين.
وقدّمت الفرقة الموسيقية، المؤلفة من محمود خليل وجيلان ومريم ودلع وزياد، عرضاً من العزف والغناء الجماعي لأغنية من التراث الشعبي، وانضمت لهم المغنية إيفانا محمد بأغنيتين: “أصل البنت” و”جئنا منزل أهلك” الموجّهة للعروس.
وعادت فرقة الرقص لتقدم رقصة على أغنية تصف العروس بأنها زهرة القرية وتدعو الموسيقيين للعرس والدبكة وتُبرز تقليد الحنّة، ليُختتم الحفل برقصة على أغنية كردية تعبّر كلماتها عن معاناة الحبيب من الفراق.
جهود الفرقة للحفاظ على التراث الكردي وتعزيز الهوية الثقافية
مؤسس الفرقة الصحفي المتخصص بالشأن الموسيقي إدريس مراد، أكد في تصريحه لمراسلة سانا اتساع هامش الحرية في سوريا الجديدة في مجال تقديم الفنون الخاصة بالفرقة والأكراد، حيث اندثرت القيود بزوال فكر البعث القائم على ممارسة الاضطهاد تجاه الكرد ونبذهم، لذلك يحق للأكراد اليوم الاحتفال بعيد التحرير والفرح به.
وأوضح مراد أن الفرقة المكونة من 25 راقصاً وراقصة قدمت التراث الكردي بهدف الحفاظ عليه من الزوال أو السرقة، برقصات تعكس المهن التراثية كالحصاد وجني القطن وتصور تقاليد الزواج عند الأكراد السوريين.
بدوره، الموسيقي وعازف البزق محمود خليل أشار إلى أن الفعالية جاءت لإحياء التراث الكردي، من خلال تقديم مجموعة من الأغاني الأصيلة المستمدة من هذا الإرث العريق، بهدف تعريف الجمهور بالكنوز الموسيقية الكردية والحفاظ عليها من الاندثار، مؤكداً أن الفن يشكل جسراً للتواصل بين الأجيال ويعزز الهوية الثقافية.
نبذة عن فرقة آشتي
يشار إلى أن “أشتي” هي فرقة موسيقية ورقص كردية تأسست بهدف الحفاظ على التراث الثقافي والفني للكرد وإبرازه للعالم، وتتميز بأدائها المتنوع الذي يجمع بين الموسيقا والغناء والرقص، مستوحاة من التراث الشعبي، حيث تشمل عروضها الأغاني الشعبية التقليدية، إضافة إلى الرقصات التعبيرية التي تصوّر الحياة اليومية والعادات الكردية، مثل حنّة العروس والدبكة الجماعية، مع الحفاظ على الهوية والتقاليد المحلية بأسلوب عصري وجاذب.



