دمشق-سانا
تواصل الشابة يارا القرا، خريجة الأدب الإنكليزي والمهتمة بالفنون التشكيلية، تقديم تجربة فنية مميزة عبر تحويل أحجار البحر إلى لوحات مميزة تجمع بين الأصالة والابتكار، مستفيدةً من البيئة البحرية الغنية بالأحجار المتنوعة على شاطئ مدينتها طرطوس.
البحر مصدر إلهام
للحديث عن موهبتها، بيّنت القرا لمراسلة سانا، أن قربها من البحر ساعدها كثيراً وكان مصدر إلهامها الأول، حيث تجمع الحجارة بأشكالها المختلفة، ثم تنظفها وتصقلها وتنعّمها لتتحول إلى قاعدة فنية تُبنى عليها لوحة كاملة.

وأشارت القرا إلى أنها بدأت عملها الحالي قبل نحو عامين، وتمكنت خلال هذه الفترة من تطوير خبرتها بنفسها من خلال الممارسة اليومية، مؤكدةً أن هذه الحرفة نادرة وغير منتشرة، وتحتاج إلى جهد كبير ودقة عالية في اختيار الحجر المناسب وتطويعه بما يخدم الفكرة الفنية.
لوحات فنية بالأحجار والألوان
لفتت القرا إلى أنها تضفي الجمال والتميز على لوحاتها من خلال استخدام ألوان الأكريليك، حيث تقوم بتلوين الأحجار ثم تضعها ضمن إطار خشبي، كما تتعامل مع نجارين للحصول على الخشب والإطارات المناسبة.

وبيّنت أنها تستمتع بعملها رغم أن بعض اللوحات يتطلب إنجازها أكثر من عشرة أيام، لافتةً إلى أنها تستوحي موضوعات أعمالها من الطبيعة والأمومة والعائلة، إضافة إلى لوحات خاصة بالمناسبات، إلى جانب أعمال ديكور تلائم ألوان المنازل والفرش الداخلي، كما تستخدم في بعض أعمالها جذور الأشجار الطبيعية وخلفيات فنية متنوعة.
من أحجار البحر إلى المعارض والمنصات
قالت القرا: “إن بعض الأفكار تستلهمها من الإنترنت وتضفي عليها لمستها الخاصة، بينما تأتي أغلب المواضيع من خيالها ورؤيتها الفنية”.

وأشارت إلى أنها تطمح للتعريف بعملها وتسليط الضوء على حضور المرأة السورية في الفن، حيث شاركت مؤخراً في ملتقى “بصمة فن” الذي أقامته غرفة صناعة دمشق وريفها بفندق الشام إلى جانب فنانين تشكيليين، كما عرضت أعمالها في بازارات ومعارض مختلفة، بينها معرض فردي في المركز الثقافي بأبو رمانة.
ولفتت القرا إلى أن البازارات والمعارض والمهرجانات ليست مجرد مساحة للبيع، بل منصة لتعريف الجمهور داخل سوريا وخارجها بالأعمال اليدوية.
وتسوّق القرا أعمالها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال صفحتها على منصتي فيسبوك وإنستغرام، مختتمةً حديثها بالتأكيد على أن شغفها بالفن هو الباعث الأكبر لمواصلة التجربة، وأنها تجد متعة خاصة في اختيار الحجر وتلوينه وتحويله إلى لوحة فنية تحمل روح البحر وطاقة الإبداع.