دمشق-سانا
أقام المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية بالشراكة مع عائلة المحامي الحقوقي المغيب قسراً خليل معتوق، فعالية خاصة في مقر نقابة المحامين بدمشق مساء اليوم، في ذكرى اختفائه القسري، وتذكيراً بآلاف المعتقلين والمعتقلات المغيبين قسراً في سجون النظام البائد، ووفاء والتزاماً بقيم العدالة وحقوق الإنسان.
حكاية اعتقال معتوق وتغييبه قسراً

المحامية سوسن معتوق ابنة أخ المحامي معتوق ذكرت في تصريح لـ سانا أنه في عام 2012 جرى اختطافه من قبل حاجز تابع للنظام البائد مع زميله محمد ظاظا في منطقة صحنايا وهو في طريقه إلى مكتبه بدمشق، وقد غيبوهما قسراً حتى أعلنت ابنته وفاته نهاية تشرين الأول الماضي، في محاولة منها للتخفيف من حالة القلق والانتظار والحزن التي تعيشها العائلة منذ 12 عاماً، بعد أن أمضى قرابة عام على سقوط النظام المجرم وانقطاع الأمل من وجود أحياء في السجون.
مدافع صلب عن المعتقلين
جيهان أمين محامية في هيئة الدفاع عن معتقلي الرأي والضمير أوضحت في كلمة لها، أن المحامي معتوق كان مدافعاً صلباً عن المعتقلين، ولم يكن عمله مجرد مهنة بل رسالة إنسانية وأخلاقية حملها بكل إصرار، وأن استشهاده تحت التعذيب دليل على حجم الانتهاكات الفظيعة التي تعرض لها مئات الآلاف من المعتقلين، ويذكرنا غيابه بأن الدفاع عن الحق لا يموت وأن التضحية من أجل الإنسان هي أسمى أشكال الحياة.
تشكيل منابر حقوقية لرصد انتهاكات النظام البائد

سليمان الشمر من المعتقلين ما قبل الثورة السورية وخلالها أيضاً بيّن في كلمته، أن معتوق كرّس جهده للعمل المدني السلمي الحقوقي من خلال المساهمة في تشكيل عدد من المنابر الحقوقية التي تعنى بحقوق الانسان، ومتابعة الانتهاكات الفظيعة التي كان يتعرض لها معارضو النظام البائد من الناشطين والمشتغلين بالعمل العام، مشيراً إلى أن الأبرز في عمل معتوق كان الدفاع عن المعتقلين السياسيين ضمن نخبة من المحامين الآخرين.
تخلل الفعالية كلمات لزملاء وأصدقاء معتوق، حيث شددوا على أن ذكراه تمثل رمزاً لمقاومة الاستبداد، وأن استمرار المطالبة بكشف مصير المغيبين قسراً هو واجب أخلاقي وقانوني لا يسقط بالتقادم، مؤكدين أن هذه المناسبة تأتي لتجديد العهد بمواصلة الطريق الذي سلكه في الدفاع عن الحقوق والحريات.
نبذة عن المحامي خليل معتوق

يشار إلى أن خليل معتوق من مواليد 1959، في قرية المشيرفة بريف حمص، ويعد واحداً من أبرز المدافعين عن حقوق الإنسان في سوريا خلال العقود الأخيرة، تخرّج في كلية الحقوق بجامعة دمشق، وبرز في المحاماة منذ ثمانينات القرن الماضي.
عرف معتوق بدفاعه عن معتقلي الرأي، وتأسيسه المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية، كما ترأس هيئة الدفاع عن معتقلي الرأي والضمير في سوريا، مكرساً أكثر من عشرين عاماً من حياته للدفاع عن المظلومين، فترافع عن معتقلي إعلان دمشق بيروت (2006)، وعن ناشطين ومثقفين معارضين من مختلف التوجهات السياسية، رغم حالته الصحية الحرجة، حتى صباح الـ 2 من تشرين الأول 2012، حيث اعتُقل على حاجز للنظام البائد، هو ومساعده أثناء توجههما من صحنايا إلى مكتبه في دمشق.

