طرطوس-سانا
بأجواء احتفالية حملت عبق البحر، شهدت صالة طرطوس القديمة فعالية “أصوات من الجذور – طرطوس ذاكرة المتوسط” التي نظمتها جمعية أصدقاء الموسيقا بالتعاون مع مجلس المدينة وفرع نقابة الفنانين بالمحافظة، ضمن برنامج الاحتفالية الدولية الأورو متوسطية التي تشارك فيها 43 دولة.
أول مشاركة سورية في الاحتفالية الأورو-متوسطية

الفعالية التي سجلت أول مشاركة لسوريا بهذا المستوى ضمن الحدث، قدّم خلالها كورال سيدات “النغم” بقيادة المايسترو بشر عيسى فقرات غنائية، بمشاركة فرقة نقابة الفنانين في المحافظة، شملت وصلة من الموشحات على مقامي الكرد والبيات، إضافة إلى وصلة من القدود بمقامات متنوعة من البيات والحجاز والهزام والراست وغيرها، بمرافقة عازفين على آلات العود والناي والكمان والرق والأكورديون.
تأكيد على دور سوريا الثقافي وحضورها المتوسطي

رئيس جمعية أصدقاء الموسيقا بشر عيسى أوضح لمراسلة سانا أن الاحتفالية تُعد حدثاً ثقافياً بارزاً وأكبر الفعاليات التي تشهدها المحافظة هذا العام، لافتاً إلى أنها المرة الأولى التي تشارك فيها سوريا ضمن هذه التظاهرة الدولية، ما يعكس حضورها الثقافي المتجدد ودورها الحضاري الضارب في أعماق المتوسط، ويؤكد امتلاك الشعب السوري إرثاً ثقافياً يعيد وصل الذاكرة المشتركة لشعوب البحر.
وبيّن عيسى أهمية تزامن الفعالية مع يوم البحر الأبيض المتوسط، التي تشهد عروضاً فنية وثقافية متعددة برعاية مؤسسة “آنا ليند” التابعة للاتحاد الأوروبي، مؤكداً أن الهدف من هذه الأنشطة تعزيز الثقافة الإنسانية المشتركة بين شعوب المتوسط التي جمعتها عبر التاريخ حضارات متعاقبة وروابط إنسانية عميقة.
مشاركة فنية تبرز دور المرأة في المشهد الثقافي السوري
من جهتها أعربت المغنية في كورال “النغم” أنطونيا بهنا عن فخرها بالمشاركة في فعالية تبرز الوجه الحضاري والثقافي لسوريا، وتسلط الضوء على دور المرأة فيه.

كما أشارت عضو مجلس إدارة كورال “أرجوان” يارا حمدان إلى أهمية هذه المشاركة، وما تركته من أثر طيب في نفوس الحضور، مؤكدة أن الأصوات الراقية أعادت الجمهور إلى أجواء الزمن الجميل.
يوم المتوسط… احتفاء بالهوية المشتركة وجسرٌ للتعاون الثقافي
يشار إلى أن فعالية يوم البحر الأبيض المتوسط يُحتفل بها في 28 تشرين الثاني من كل عام، تكريماً لـ عملية برشلونة التي أُطلقت عام 1995 وأسّست للتعاون الأورو-متوسطي حيث تهدف الفعالية للاحتفاء بالهوية المشتركة، والتراث الثقافي المتوسطي، وتعزيز الحوار والتعاون بين شعوب البحر من خلال دعوة لمنظمات المجتمع المحلي لإقامة عروض موسيقية وفنية مجتمعية تحت شعار أصوات من الجذور.


