دمشق-سانا
رواية “ترنيمة عيد الميلاد” للكاتب البريطاني تشارلز ديكنز، التي نُشرت لأول مرة عام 1843، كانت مصدر إلهام لمئات الأعمال المسرحية والتلفزيونية والسينمائية، من أشهرها فيلم “سكروج” 1951 مع أليستير سيم، و”سكروجيد” 1988 مع بيل موراي، و”ترنيمة عيد الميلاد: الدمى المتحركة” 1992 مع مايكل كين، و”ترنيمة عيد الميلاد” 2009 مع جيم كاري.
جوني ديب يتصدر الفيلم الجديد
في النسخة السينمائية الجديدة لهذه القصة، المقرر عرضها العام القادم، أفاد موقع تربيون إينديا بأن نجم هوليوود جوني ديب على وشك الانضمام إلى طاقم عمل فيلم “إبنيزر: ترنيمة عيد الميلاد” من إنتاج شركة باراماونت بيكتشرز.
ويُعد هذا الفيلم اقتباساً جديداً لرواية ديكنز، وسيتولى إخراجه المخرج تي ويست، المعروف بثلاثيته في أفلام الرعب: “إكس” (2022)، “اللؤلؤة” (2022)، و”ماكسين” (2024).
وكتب الناقد الصحفي جاك سمارت في مجلة بيبول ماجازين أن هذا الفيلم أحدث اقتباس سينمائي لقصة ديكنز، حيث يواجه المرابي العجوز البخيل سكروج رحلته الخارقة للطبيعة مع أشباح ماضيه وحاضره ومستقبله.
ووفقاً لموقع الأخبار الترفيهية فارايتي، فإن السيناريو من كتابة ناثانييل هالبرن، وسيشارك ديب البطولة مع أندريا رايزبورو المعروفة بأدوارها في فيلمي “النسيان” و”إلى ليزلي”.
عودة سينمائية قوية لديب

يعد هذا الفيلم عودة قوية لجوني ديب، كما وصفته وكالة الأنباء الألمانية، لأن الممثل الذي تفنن في أداء الشخصيات الغريبة والمعقدة، عانى لسنوات التراجع المهني الذي أعقب الاتهامات بالإساءة والعنف الأسري التي وجهتها إليه زوجته السابقة آمبر هيرد، وقد أسهمت هذه الاتهامات في إقصائه من سلسلة أفلام “قراصنة الكاريبي” و”الوحوش المذهلة”، وتحويله إلى أحد أكثر النجوم إثارة للجدل في هوليوود، قبل أن يبدأ بإعادة بناء صورته الفنية تدريجياً عبر مشاريع أصغر.
المخرج وطابعه الفني
الناقدة البريطانية فيكتوريا لوكسفورد كتبت على موقع إن إم إي عن المخرج تي ويست الذي سيقود الفيلم، وأشارت إلى أن الاسم الذي صنعه لنفسه في عالم الرعب لم يكشف بعد تفاصيل كثيرة عن رؤيته الفنية، لكن يُتوقع أن تمزج النسخة الجديدة من قصة ديكنز بين الطابع الدافئ الكلاسيكي للرواية وعناصر الغموض النفسي، مع إبراز الجانب المظلم لشخصية سكروج قبل تحوله، بما يعكس موضوعات الذنب والتكفير والخلاص، ما جعلها تتوقع أن هذه النسخة الجديدة لترنيمة عيد الميلاد سوف تكون من أكثر اقتباسات القصة جرأة وغرابة.
طاقم العمل والممثلون
المنصة الإعلامية بلاي بيل نشرت مقالاً للصحفي أندرو غانس تحدث فيه عن طاقم عمل فيلم ترنيمة عيد الميلاد والذي يضم الممثلين إيان مكليلان وتراميل تيلمان إلى جانب ديب ورايزبورو، وتوقع أن يجسد تيلمان دور شبح عيد الميلاد الحاضر، بينما لم يُكشف بعد عن دور مكليلان، على أن تتولى إدارة إنتاج الفيلم إيما واتس، وهي منتجة أفلام أمريكية بارزة، لديها خبرة طويلة في الإنتاج والإدارة الإبداعية للأفلام الضخمة، وكانت مسؤولة عن متابعة تطوير المشاريع السينمائية من الفكرة حتى التسويق والعرض.
ووفقاً لتقارير منصة فارايتي، إذا تم الاتفاق النهائي، فإن باراماونت بيكتشرز ستعرض الفيلم في ال 13 من تشرين الثاني 2026، مستهدفةً موسم أعياد الميلاد وشباك التذاكر العالمي، ليكون من أبرز أعمال 2026، على أن يحافظ الفيلم على الإعداد الأصلي في لندن الفيكتورية، مع التركيز على العناصر “الخارقة للطبيعة”.
سرّ استمرار ترنيمة عيد الميلاد
هذا الإصرار على إعادة إحياء قصة ديكنز بعد أكثر من 180 عاماً على ولادتها، يؤكد أن ترنيمة عيد الميلاد لم تفقد بريقها، وهي عمل أدبي صالح لأن يقدم مجدداً بطريقة جديدة تستوعب تقنيات الفن السابع الأحدث، ولا سيما إذا عرفنا أن النسخة السابقة التي قدمها جون كيري قبل 16 عاماً اعتمدت أسلوباً بصرياً يُسمّى الأنيميشن شبه الواقعي، استخدم فيه واحدة من أكثر تقنيات التقاط الحركة تطوراً في ذلك الوقت، والتي سمحت للممثلين بتجسيد عدة شخصيات، وكان مستوى الالتقاط الحركي دقيقاً إلى درجة غير مسبوقة، ما جعل تعابير الوجه والانفعالات تظهر بشكل واقعي رغم الطابع الرقمي للشخصيات.