إدلب-سانا
في مشهد فني وإنساني استثنائي، اجتمع عدد من الفنانين المكسيكيين في سوريا للمشاركة في رسم لوحة جدارية بمدينة إدلب، احتفاءً بتحرير سوريا وخلاصها من ممارسات النظام البائد، وتعبيراً عن التضامن الإنساني العابر للحدود.
رموز من الثقافة السورية والمكسيكية
جاؤوا من قارة بعيدة، حاملين معهم ألوانهم وخبراتهم وأحلامهم، ليضعوا بصمتهم على جدران مدينة أتعبتها الحرب، لكنها لم تفقد روحها، حيث جسدت اللوحة رموزاً من الثقافتين السورية والمكسيكية، في تمازج بصري فريد يعبّر عن وحدة الشعوب في مواجهة الألم، وعن قدرة الفن على تضميد الجراح.

الفنان المكسيكي بابلو أليسون قال في تصريح لـ سانا: “أنا مصور فوتوغرافي، وفنان، أعمل عادةً على مشاريع أعتقد أنها مهمة للناس، لذا فإن القضايا الاجتماعية هي محور عملي، كنت هنا لمدة يومين أو ثلاثة، وخُضت تجربة مذهلة ومثيرة للاهتمام، لم أواجه أي شيء سلبي، بل كان كل شيء رائعاً، تمر البلاد بمرحلة انتقالية، والأمور تتغير، والناس على وشك أن يصبحوا أكثر انفتاحاً.
وأعرب أليسون عن شعوره بالسعادة لأن هذه البلاد تحتفي بالجمال بعد سنوات من الصعوبات، آملا أن يكون هذا التوجه وجهَ سوريا الجديد، وأن يتمكن العالم من فهمها ورؤيتها من خلال زيارتها والتعرف على شعبها الذي وصفه بالرائع.
جدارية في ذكرى التحرير

نُظمت الفعالية من قبل مجموعة من الفنانين في إدلب، بمشاركة الفنانة سلام الحامض، التي قالت بدورها: “الرسامون المكسيكيون كانوا أصدقاء لنا حتى قبل تحرير سوريا، وجاؤوا اليوم ليشاركونا رسم جدارية تعبّر عن فرحتنا بتحرير البلاد في ذكراها السنوية، وهذا هو فن الشارع، أو ما يُعرف بفن الغرافيتي”.
وتشكل هذه الزيارة مبادرة فنية استثنائية لفنانين مكسيكيين جاؤوا حاملين ريشتهم ورسالتهم، ليجسدوا لوحة نابضة ترمز لتحرير سوريا، وتفتح نافذة للحوار الثقافي بين شعبين يفصل بينهما المسافات الطويلة ويجمعهما الإبداع، في رسالة بأن الفن ليس مجرد زينة بل صوت عالمي للسلام والتضامن.
