دمشق-سانا
يقدّم ديوان “تمائم الضوء” الصادر حديثاً للشاعرة هناء داوودي مجموعة نصوص تتناول موضوعات مرتبطة بالحب والحنين والرحيل، وتستحضر في بعضها حضور الوطن وذاكرة الطفولة، مواصلةً الخط الشعري الذي تتبعه في أعمالها السابقة، ولا سيما في توظيفها رمزية الضوء وتنوع دلالاته داخل النص.
وفي المركز الثقافي العربي بالمزة في دمشق، أقيم مساء أمس حفل توقيع هذا الديوان، حيث اجتمع عدد من الأدباء والمهتمين بالشأن الثقافي المحلي، وقرأت الشاعرة مقطعاً بعنوان “اضطراب” جسّدت فيه حنينها لشوارع الوطن وطفولتها، فيما رافق الحفل عزفٌ على العود قدّمه الموسيقي زاهر الرفاعي، مضفياً بعداً شعورياً موازياً لأجواء النصوص.
رؤية الشاعرة وانعكاساتها على الديوان

في تصريح لـ”سانا”، بيّنت داوودي أن الديوان يحمل طابعاً وطنياً واضحاً، وتراه أكثر نضجاً مقارنةً بتجاربها السابقة، مشيرةً إلى أن تطور أدوات الشاعر يأتي مع كل نص جديد، كما بينت أن الحركة الثقافية في سوريا تشهد اتساعاً بعد التحرير، سواء في مساحة التعبير أو في تنامي الأنشطة الفنية والأدبية، مؤكدةً سعيها لتصوير ملامح سوريا الجديدة في ديوانها المقبل.
آراء نقدية حول بنية الديوان وأساليبه

قدّم الناقد والشاعر غدير إسماعيل قراءة نقدية أشار فيها إلى انسجام الديوان مع خطّ داوودي الشعري المعتاد، لافتاً إلى رقة الأسلوب وجرأة المعنى، وإلى حضور الضوء كرمز متناقض يتبدّل بين الغزل والرحيل وحب الوطن، واعتبر أن بعض نصوص الديوان كسرت المألوف بأساليب مبتكرة.
أما الناقد والروائي محمد عمر جمعة فرأى أن الديوان يتكئ على لغة بلاغية وصياغة نثرية ذات بناء متعدد الرؤى، لامس فيها وجع المرأة والوطن، مؤمناً بأن الحب في نصوصه يأخذ شكل الجنون والبحث عن ملاذ أقل غربة.

يشار إلى أن ديوان تمائم الضوء هو سادس إصدارات هناء داوودي، ويتضمن 50 نصاً موزعةً على 160 صفحة، وصدر عن دار أسامة بدمشق.
أما هناء داوودي، فهي عضو في اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين وجمعية الشعر، بدأت مسيرتها بديوان “ترانيم الياسمين” عام 2013، لتتوالى بعدها مجموعاتها الشعرية وهي: “أنثى المطر”، “وشاية عطر”، “نواقيس الأماني”، و”هنائيات”.