دمشق-سانا
شكّل أثر الفن الإسلامي في الفنون الأوروبية محور المحاضرة التي ألقاها رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين الدكتور محمد صبحي السيد يحيى في المركز الثقافي العربي بأبو رمانة، برعاية مديرية الثقافة في دمشق، حيث أكد خلالها البصمة الواضحة لهذا الإبداع في النهضة الفنية الأوروبية بمختلف مجالاتها.
وأوضح السيد يحيى أن الفن الإسلامي، الذي بدأ منذ القرن السابع الميلادي، تميز بغناه بالزخارف الهندسية والنباتية (الأرابيسك)، والعمارة، والخط العربي، إضافة إلى الفنون التطبيقية كصناعة الخشب والمعادن والنسيج والزجاج، مشيراً إلى ميله للتجريد والتناظر والتكرار لخلق أنماط معقدة ذات طابع روحي وجمالي.
وبيّن أن تأثير هذا الفن تجلى في أوروبا منذ العصر الأموي مروراً بالحقب العباسية والفاطمية، حيث ساهم التبادل الثقافي ودخول أعداد كبيرة في الإسلام في إثراء الفن الإسلامي، فيما لعبت صقلية والبندقية والأندلس وقرطبة وإسطنبول دوراً محورياً في نقل هذه الفنون إلى أوروبا.
وأشار إلى أن أبرز العناصر التي أثرت في الفن الأوروبي شملت الزخارف والأشكال الهندسية والنباتية والأقواس والأسطح المزخرفة والخط العربي، مؤكداً أن ذلك أسهم في ولادة فنون جديدة مثل الأرابيسك الغربي والعمارة القوطية والفخار الإسباني المورسكي.
وأضاف أن الأسقف الخشبية المزخرفة بالرسوم والزخارف الكوفية والحروفية، واللوحات الجدارية والمنحوتات، خاصة خلال عصر النهضة الأوروبية، لا تزال شاهداً فنياً حياً على أثر الحضارة الإسلامية وبقائها ناطقة بجمالها حتى اليوم.
