دمشق-سانا
بعد انقطاع دام عدة أشهر عن فعاليات الموسيقا في دار الأوبرا بدمشق، استعادت الفرقة الوطنية للموسيقا العربية بريقها في أمسية موسيقية قادها المايسترو عدنان فتح الله، حملت بين نغماتها رسالة محبة وسلام وإنسانية.
جاءت الأمسية لتجمع العازفين وجمهورهم في تجربة فنية استثنائية، حيث امتزجت نغمات التراث بالموسيقا المعاصرة، معيدةً إلى المسرح حيويته ودوره كمنبر ثقافي يربط بين المبدعين والمجتمع.
وشملت الأمسية التي استضافها المسرح الكبير في الدار مساء أمس برنامجاً غنياً متنوعاً جمع بين التراث والحداثة، افتتح بقطعة “سماعي عجم عشيران” لأمير البزق محمد عبد الكريم، تلتها مجموعة من الموشحات الأصيلة مثل “يمر عجباً وقلت لما غاب عني” من ألحان عمر البطش، و”إن في جنبي قلباً متعباً” من ألحان عدنان أبو الشامات، إضافة إلى أعمال خالدة من تأليف فريد الأطرش ومحمد عبد الوهاب.
كما تضمن البرنامج أعمالاً موسيقية لونغا “حجاز كار” لوانيس وارطانيان، و”لونغا فرحفزا” لرياض السنباطي، إلى جانب وصلة من التراث السوري الأصيل، واختتمت الأمسية بدبكة رقم 1 من تأليف المايسترو عدنان فتح الله، نالت استحسان الحضور الذي امتلأت به قاعة الأوبرا على آخرها.
عودة تعني الكثير
في تصريح لمراسل سانا، عبّر المايسترو فتح الله عن مشاعر الفرحة والاعتزاز بعودة النشاط الموسيقي إلى دار الأوبرا، قائلاً: “هذا الحفل يمثل عودة العازفين إلى خشبة المسرح بعد غياب، ويعني لنا الكثير على الصعيد الشخصي، إذ يعيد إلينا الشغف الذي عشناه منذ الطفولة وصولا إلى الاحتراف”.
وأضاف فتح الله: “نحن اليوم نقدم رسالة محبة وسلام وإنسانية جامعة لكل الناس، رسالة تؤكد على أهمية الموسيقا في حياة السوريين، فهي جزء لا يتجزأ من تكويننا الثقافي والحضاري، وتعبير عن تاريخ امتد لآلاف السنين”.
جمهور متعطش وطاقة فريدة
وعن تفاعل الجمهور، أوضح فتح الله أن القاعة كانت ممتلئة، ما يعكس الحاجة الملحة لعودة النشاط الفني والموسيقي، مشدداً على أهمية استمرار هذه الفعاليات بشكل دوري، والانفتاح على العالم من خلال تبادل الخبرات والمشاريع الموسيقية.
وختم المايسترو حديثه بالقول: “نأمل أن تكون الموسيقا حاضرة بقوة في المشهد الثقافي السوري، وأن نستفيد من هذا الانفتاح الذي تعيشه سوريا اليوم، لنبعث بمشاريعنا الفنية إلى العالم، ونستفيد من تجارب الآخرين، بعد سنوات من الانغلاق الصعب.
الأمسية الموسيقية كانت بمثابة إعلان عن عودة الحياة إلى دار الأوبرا السورية، واستعادة لمكانتها كمنبر ثقافي وفني، يجمع المبدعين بجمهورهم، ويعيد الاعتبار إلى دور الموسيقا في بناء الإنسان والمجتمع.