ريف دمشق-سانا
في قلب معرض دمشق الدولي يتألق الفنان الحرفي مازن شيبان بلوحة فنية نادرة من نوعها صنعت من 94 ألف بذرة زيتون، استغرق إنجازها أكثر عن سنة وشهرين من العمل الدؤوب والتفاني.

وأشار شيبان إلى أن لوحة العيش الواحد تعبر عن التعايش والتواصل، ركّز فيها بدقة على كل تفصيل صغير، وجمع وجهز بذور الزيتون ما جعل عمله استثنائياً، حيث خضعت كل بذرة فيه لعمليات جلخ متعددة.
واعتبر شيبان أن لوحاته رسالة حية تنقل تفاصيل الحضارات التي تعاقبت على دمشق، من الفاطمية والدمشقية والمغربية إلى العثمانية والأيوبية، مع رموز حية تعكس حياة المدينة: من القهوة وسبيل الماء إلى بائع الأقمشة، وصولاً إلى مشاهد من بيوت دمشق وأسواقها الشعبية.

وطور شيبان فنه باستخدام جلخ بذور الزيتون، وهي تقنية مبتكرة مختلفة عن استخدام النوى فقط، وأبدع بإدخال تفاصيل دقيقة مثل السيف الدمشقي وباب خوخة وبائع الفخار، حتى وصل إلى تجسيد مكة المكرمة باستخدام بذور التمر.
ويطمح الفنان شيبان لأن تلاقي هذه الحرفة إقبالاً خارجيا، وأن تفتح له أبواب الدعم المادي والمعنوي ليستطيع تمديد تجربته لتشمل جميع المحافظات، وبالرغم من الصعوبات التي واجهها، وافتقاره للأدوات، لم يتوقف مازن عن الإبداع، مثابراً على تخصيص كل جزء من حياته لهذا الفن الذي يرى فيه رسالة سلام ومحبة وانتصار للتراث.