دمشق-سانا
ضرورة بناء الإنسان وترسيخ الوعي في صفوف الشباب، وتحويل المعلومات إلى معرفة، محور المحاضرة التي ألقاها أمس الإعلامي الكويتي الدكتور جاسم الجزاع، في المكتبة الوطنية.
المحاضرة الفكرية التي عنونت بـ (البناء المعرفي في زمن الشتات)، بدأها الجزاع بتعريف الوعي، بأنه إدراك الأشياء المتعلقة بمجريات الحياة، موضحا الفرق بين المعلومة والمعرفة، بأن الأولى مجموعة بيانات مترابطة تعطي حقيقة، بينما الثانية تراكم معلومات وتحولها إلى قيمة، وهي بدورها تتطلب مهارات طرح المعلومات، والتواصل، والذكاء الاجتماعي والعاطفي، والأسلوب المناسب لتحويلها إلى معرفة.

وأشار المحاضر إلى خطورة ضآلة المعرفة عند من يمتلكون مهارات تواصل عالية، مما يؤدي برأيه إلى مخاطر كبيرة على المجتمع، وشدد الجزاع على ضرورة التأكيد على تعايش أبناء البلد الواحد، وتقبل الآخر والاختلافات، وتعزيز فن التخاطب مع الآخر.
وتطرق الإعلامي الكويتي إلى مفهوم السيادة عند الأنظمة العربية، والتي يجب أن تكون متحالفة مع شعوبها، مشيراً إلى أن العلوم الإنسانية هي التي تبني الحضارة.
كما فرّق الجزاع بين الحضارة والمدنية، فالأولى تتعلق بالأخلاق، بينما تتجلى الثانية في الأمور الملموسة كالبنيان والشوارع. وقال : “في سوريا بعد التحرير، وصلنا إلى الحضارة، وفي المرحلة القادمة ستكون المدنية”، لافتاً إلى أن المشاريع التي تأتي من ظروف صعبة لا تُنتقد، بل تُشجع، وبناءً عليه، يتوجب الوقوف مع الحكومة السورية والعمل لنهضة البلاد.
ونوه الجزاع بقدرة الشعب السوري على الإنجاز في كل مكان، فهو الملهم والخلّاق ، وهو وحده القادر على إعادة بناء بلده.
