دمشق-سانا
في أروقة الدورة الثانية والستين لمعرض دمشق الدولي، تتجلّى ملامح التراث السوري العريق، عبر أعمال يدوية تعبّر عن هوية وطنية ضاربة في التاريخ.
الحرفي محمد علي الحموي يقدّم في جناح وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، فنًا فريدًا يتمثل في الرسم على الجلد الطبيعي وصناعة الحقائب، بأسلوب يجمع بين الأصالة والإبداع.
من الهندسة الزراعية إلى الفنون التطبيقية
وأوضح الحموي في تصريح لمراسلة سانا، أنه درس الهندسة الزراعية، لكن شغفه بالحرف اليدوية دفعه إلى احتراف صناعة الحقائب والرسم على الجلد، ليحوّل هذا الشغف إلى مشروع متكامل يهدف إلى إحياء التراث السوري والترويج له ضمن إطار الصناعات السياحية.

وتتميّز الحقائب التي يصنعها بجودة عالية وتصاميم فنية راقية، بأسعار تتراوح بين ألف وسبعة آلاف دولار، لكنه أشار إلى التحديات التي تواجه الحرفيين ولا سيما ارتفاع تكلفة دباغة الجلود محليًا مقارنة بدول أخرى، ما يتطلب دعمًا أكبر للحرفيين وتوفير المواد بأسعار مناسبة.
دعوة لتطوير التعليم الحرفي
ولفت الحموي إلى أهمية إدراج الأشغال اليدوية في المدارس والمعاهد، مؤكداً أن الاهتمام بالفنون التشكيلية يجب أن يتكامل مع الفنون التطبيقية ذات الصلة المباشرة بحياة الناس، واقترح زيادة عدد معاهد الفنون التطبيقية، وتعليم الطلاب مهارات مثل صناعة السجاد، بما يفتح أمامهم آفاقًا مهنية واسعة.
ربط الجامعة بالمجتمع

وفي إطار مشروع “التشبيك بين الوزارات”، شدد الحموي على ضرورة تعزيز دور الجامعات في تدريب المواطنين وتأهيلهم مهنياً، مشيرًا إلى أن ربط الجامعة بالمجتمع يسهم في خلق فرص عمل واسعة، ولا سيما في مجالات الحرف اليدوية والفنون التطبيقية.
ومن أبرز أعماله مجسّم للملكة زنوبيا مزخرف بإطار فني مملوكي، يجسد ولعه بالتراث السوري.

ويؤكد الحموي، أنه مهووس بتجسيد الشخصيات التاريخية والنقوش والمواقع الأثرية القديمة، لأن الزائر الأجنبي يُبدي إعجابًا كبيرًا بما تحمله من عبق التاريخ وقوة الحضارة.
وختم الحموي حديثه بالتأكيد، على أن الحرف اليدوية السورية ليست مجرد منتجات، بل رسائل ثقافية وفنية تحمل روح الإبداع، وتستحق أن تُروّج وتُحترم في كل مكان.