دمشق-سانا
تواصل وزارة الثقافة استعداداتها للمشاركة في الدورة الثانية والستين من معرض دمشق الدولي، الذي يُقام هذا العام تحت شعار “سوريا تستقبل العالم”، حيث تتولى الوزارة إعداد وتنظيم البرنامج الثقافي والفني المرافق للمعرض، إلى جانب مشاركتها بجناح خاص يُعد من أبرز محطات الدورة الحالية.
وتأتي مشاركة وزارة الثقافة تحت شعار “ثقافتنا هوية ونهضة… وجسر إلى العالم”، تأكيداً على دور الثقافة كركيزة أساسية في مسيرة النهوض الوطني، وجسراً لحضور سوريا الفاعل في الساحتين العربية والدولية.
الأنشطة والفعاليات: برنامج يعكس غنى الهوية السورية
تتولى وزارة الثقافة تنظيم البرنامج الكامل للأنشطة والفعاليات الثقافية والفنية المرافقة لمعرض دمشق الدولي، وهو ما أكّده معاون وزير الثقافة للشؤون الثقافية الأستاذ سعد نعسان في تصريح لـ سانا، موضحاً أن البرنامج يتضمّن عروضاً فنية وموسيقية، وندوات فكرية، وجلسات تفاعلية، إلى جانب فعاليات تُبرز التراث السوري وتحتفي بالهوية الوطنية.
وأشار إلى أن هذا البرنامج يشكّل خارطة ثقافية وإنسانية تعبّر عن وجه سوريا الجديد، وتفتح المجال أمام التواصل المباشر بين السوريين وزوّار المعرض من مختلف دول العالم، بما يعكس غنى الثقافة السورية ودورها في المرحلة الحالية.
جناح الثقافة: منصة تفاعلية شاملة
تشارك وزارة الثقافة من خلال جناح خاص يُعدّ من أبرز محطات المعرض في هذه الدورة، حيث بيّن نعسان أن مساحة الجناح تتجاوز 400 متر مربع، ويُعد من بين الأجنحة الكبيرة المشاركة في هذه الدورة، مؤكداً أن هذا الحجم يعكس الاهتمام المتزايد بالمكانة المحورية للثقافة ودورها في مرحلة النهوض الوطني.
وأوضح أن الجناح خُصّص ليكون منصةً متكاملة تقدّم صورة شاملة عن المشهد الثقافي السوري، تتوزع بين التراث والفنون، والأدب، والابتكار الرقمي، مع إتاحة فضاء تفاعلي يربط الزوار بالهوية الثقافية السورية، ويجعل من الجناح محطةً حيوية للحوار والانفتاح.
وأضاف نعسان: إنه خُصّص في الجناح ركن للأطفال يتضمّن أنشطة تفاعلية وفنية، تهدف إلى إشراك الجيل الجديد في مفردات التراث والثقافة بأساليب مبسّطة، تؤسس لوعي مبكر بالهوية والانتماء.
مسارٌ الذاكرة وفضاء المستقبل
لا تقتصر أهمية جناح وزارة الثقافة على مساحته، بل تتجسّد في مضمونه الغني وتصميمه الذي يعكس سردية وطنية متكاملة تعبّر عن مسيرة سوريا الحضارية، ومن بين أهم محطات الجناح يبرز “المسار التاريخي” الذي صُمّم ليقدّم للزائر تجربة معرفية متكاملة، تبدأ من محطات من سوريا ما قبل التاريخ، وتمرّ بمسارات الحضارات السورية المتعاقبة، وصولاً إلى حاضر سوريا ونهضتها، في رحلة تربط الماضي بالحاضر وتطل على المستقبل.
وأوضح نعسان أن هذا المسار يعبّر عن هوية الشعب السوري، الذي كان عبر العصور شعباً حراً وأبياً، يرفض الظلم ويثور عليه، ويصون تاريخه ويحافظ على ذاكرته، مشيراً إلى أن انتصار الثورة لم يكن سوى امتداد طبيعي لمسيرة الشعب السوري التاريخية في الدفاع عن الحرية والكرامة، وأن هذه القيم الراسخة تتجلّى اليوم في سوريا الجديدة، التي تجمع بين الأصالة وروح المعاصرة، وتفتح أبوابها للتفاعل المباشر مع الزوّار.
رمزية مشاركة وزارة الثقافة
وتحمل مشاركة وزارة الثقافة دلالات مهمة، إذ تمثل انطلاقة جديدة لدورها في تعزيز الهوية الوطنية وصون الذاكرة الجماعية، بما يواكب مسيرة سوريا نحو المستقبل.
وتنطلق فعاليات معرض دمشق الدولي بدورته الـ62 في مدينة المعارض بريف دمشق في الـ27 من آب الجاري، وتستمر حتى الخامس من أيلول المقبل.