الشريط الإخباري

الإبداع..قصة نجاح مرتبطة بالإيمان تستلزم الدعم والتصميم

دمشق-سانا

سطرت صفحات التاريخ سيرة رجال أفذاذ أبى التاريخ إلا أن يخلد إبداعاتهم بأحرف من نور دخلوا الدنيا ببدايات متواضعة وما خرجوا منها إلا بعدما حفروا على صخور الأرض ومجلدات التاريخ كلمات ومواقف بقيت عهوداً بعدما ذهبوا.

والناظر المتأمل في تاريخ هؤلاء المبدعين يرى أنه على اختلاف وتنوع صورهم وأشكالهم ووسائلهم وأهدافهم وإنجازاتهم إلا أن هناك عاملاً واحداً يشتركون جميعاً فيه هذا العامل هو الإيمان بالقضية التي يعملون من أجلها والإنصات والإصغاء لما تمليه عليهم أفئدتهم وقلوبهم.

عن صفات هؤلاء المبدعين وكيف يمكن للإنسان أن ينمي حاسة الإبداع لدى أبنائه تقول خبيرة التنمية البشرية رهف تسابحجي لنشرة سانا الشبابية: “إن المبدعين لا يبالون إن كذبهم الجميع أو سخر منهم أو خطأهم فهم يشقون طرقاً وعرة ويتحملون مشقات عظيمة بينما ينعم الكل من حولهم بملذات الدنيا ونعيمها هم مبدعون ومبتكرون ومخترعون ومجددون لأنهم ما تعودوا أن يكونوا متبعين أو مقلدين كل ما يصدر عنهم يصدر خالصاً من خويصات أفئدتهم ولب قلوبهم”.

وأضافت: “إن كثيراً من هؤلاء المبدعين العمالقة قد واجهوا في بداية حياتهم صداً من أقرب الناس إليهم ولو بحسن نية وطيب قصد فمنهم من شق طريقاً غير الذي كان والداه يحلمان به له” مشيرة إلى أن الإبداع يبدأ بحلم يطرق الفؤاد ليوقظه من سباته فإذا استيقظ القلب زادت وقويت ضرباته ودقاته وسار الدم في عروقه فارتوت أطرافه وبثت فيه حياته فانصاعت له أعضاؤه وحواسه.

والإبداع بحسب تسابحجي يستلزم الإيمان بما نعمل وهذا الإيمان منبعه القلب ولا يدري المرء من أين جاء إلا أنها رسالة خلق من أجلها وأوتي الملكات لتحقيقها وكل ما عليه هو أن يستمع إلى قلبه وفؤاده وهناك فرق كبير بين النجاح والإبداع.

وترى خبيرة التنمية أن الكثير من الآباء والمربين قد يخطئ وقد أخطأ كثيرون ولولا تصميم المبدعين وإيمانهم برسالاتهم ونداء الفطرة في قلوبهم لحرمت مجتمعاتهم من ابتكارات كثيرة واختراعات جليلة وكلمات ومواقف خلدها التاريخ تجسيداً للإبداع البشري والتصميم والتفاني.

وبدلاً من انتظار الآباء أبنائهم يكبرون ثم يتدخلون في اختياراتهم توضح تسابحجي أن على الأهل أن يمهدوا الطريق لأبنائهم لاستكشاف الملكات وتنمية المهارات والقدرات وكافة فنون الإبداع ويجب أن يبدأ ذلك مبكراً فالدراسات العلمية تشير إلى أن مجموعة التفاعلات والمشاعر التي يعايشها الطفل في أيامه الأولى وسنواته الأولى تؤسس وتؤصل لديه مجموعة دروس عاطفية تبقى مدى حياته كمرجعية قوية وثابتة وراسخة للتعامل مع محيطه والبشر من حوله وعلى الرغم من أهميتها وقوة تأثيرها ومدى تأصلها إلا أنه من الصعب على صاحبها أن يفهمها أو يحللها إذ إنها قد خزنت في الدماغ في مرحلة مبكرة من العمر بطريقة بدائية عندما كان لا يستطيع الكلام أو التحليل.

وفي دول كثيرة متقدمة وفقاً لـ تسابحجي يوجد أماكن مخصصة وبرامج محددة للأطفال بين عمر الستة أشهر والخمس سنوات وغالباً ما تتضمن هذه الأماكن قاعات وصالات متعددة الأغراض تحوي مئات الألعاب والأنشطة الجماعية والفردية المدروسة ولكل لعبة أو نشاط غرض وهدف في تنمية حواس الطفل وقدراته العقلية والنفسية والاجتماعية عن طريق التفاعل واللعب الجماعي مع أطفال في عمر مشابه أو مع والديه.

وترى تسابحجي أن مشاركة الوالدين للطفل فوائد جمة تعين على تعميق العلاقة النفسية بين الطفل ووالديه وتعميق فهم الوالدين للطفل وطبيعته ومجموعة هذه التفاعلات والمشاعر التي يعايشها الطفل في سنواته الخمس الأولى مع والديه تؤصل لديه مجموعة دروس عاطفية وعقلية تبقى مدى الحياة كمرجعية قوية وثابتة
وراسخة للتعامل مع محيطه ووالديه والبشر من حوله.

وتنصح تسابحجي الأهل بالقول: “أن لا تقتلوا الإبداع في أبنائكم ظناً منكم أنكم أعلم منهم بملكاتهم وقدراتهم ونداء أفئدتهم وقلوبهم ولا تجعلوا أبناءكم وسيلة لتحقيق أحلامكم التي حالت الظروف بينكم وبين تحقيقها فلكل منكم ملكاته ولكل منكم رسالته وإن فعلتم فقد يكون الثمن باهظاً وغالياً يدفعه أبناؤكم وتدفعه مجتمعاتكم كل يوم وأنتم لا تشعرون”.

لمى الخليل

انظر ايضاً

اليافع وجد سعيد.. حالة فنية متميزة اجتازت المقاييس الإبداعية بجدارة لافتة

اللاذقية-سانا رغم أن الشاب وجد سعيد لم يتجاوز السادسة عشر من العمر إلا أنه استطاع …