الشريط الإخباري

“مطر حمص” فيلم لجود سعيد يحكي صمود الإنسان السوري

حمص-سانا

بدأ المخرج السينمائي السوري جود سعيد مؤخراً تصوير مشاهد فيلمه الجديد مطر حمص والذي تدور أحداثه داخل المدينة القديمة في الفترة مابين شباط وأيار حيث يروي حكاية خيالية تستند لواقع الحرب وتنطلق عبر الزمان والمكان لتحكي الأحداث التي دارت في حمص القديمة وفق مستويات متعددة تحتفي  بالأمل والحياة والحب.

ويتحدث الفيلم عن شخصيات حوصرت من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة في حمص القديمة جمعتها قساوة الظروف لتجعل منها عائلة واحدة تتحدى الأم والمعاناة وتتطلع للأمل.

وقال المخرج سعيد لنشرة سانا الشبابية أنه اختار مدينة حمص باعتبارها حالة شديدة الإغراء بسبب موقعها الجيوسياسي كمدينة ومحاولات المجموعات المسلحة السيطرة عليها والتالي السيطرة على سورية مشيراً إلى البناء الاجتماعي المعقد في مدينة حمص والذي يعكس بشكل من الأشكال سورية بتنوعها السياسي والفكري والديني.

ويرى سعيد أن مدينة حمص تحولت خلال فترة الأزمة إلى ساحة حرب حقيقية وعاشت لحظات جميلة بالمفهوم الدرامي ومؤسفة بالمفهوم الحياتي ومن هنا يكمن السبب الحكائي للفيلم والذي يحاول المخرج من خلاله أن يؤكد أننا اليوم بحالة حرب هوية والجميع مشارك فيها.1

ويشير مخرج العمل إلى أن الفيلم يستند إلى نص للصحفية سهى مصطفى وقت للاعتراف وهذا النص كتب قبل الأحداث ولم يكتب لمدينة حمص ولكن يبدو أن الكاتبة كان لديها نوع من الإيمان والثقة بانتصار الجيش العربي السوري فكتبت هذا النص وبعد إعادة الأمان لحمص القديمة عدل النص وتغير اسمه من “وقت للاعتراف” إلى “مطر حمص”.

وعن رؤيته لواقع السينما السورية في هذه الفترة يقول سعيد أن السينما السورية اليوم مشرقة لأنها لم تنسحب من المواجهة على كل الأصعدة بل على العكس بقيت وزادت إنتاجها بالرغم من أنها معاقبة بسبب الفكر الذي تحمله ويؤكد أن هذا العقاب لن يدوم لأنه لا أحد يستطيع أن يخفي وجه الشمس وهي الآن جزء لا يتجزأ من مقاومة الشعب والجيش العربي السوري.

ويرى سعيد أن السينما تبقى في الذاكرة وتقارب التاريخ وليس من مهمتها إعادة إنتاج التاريخ لأنها لا تملك الحقيقة لتوثقها وإنما تروي حكايات ضمن حدث تاريخي قد تكون حدثت بالصدفة أو لم تحدث مشيراً إلى أنه يبني أفلامه بالاستناد إلى قناعته الفنية التي تعني إلتزاما بقضية كالحب والوطن.

ويعرب المخرج سعيد عن شكره لأهالي مدينة حمص والمسؤولين فيها لما أتاحوه من تسهيلات وخص بالشكر جامعة البعث التي وضعت كل إمكانيتها تحت تصرف الفيلم وقدمت التسهيلات والمساعدات اللوجستية.

من جهته يشير الممثل السوري محمد الأحمد والذي يلعب دور يوسف الشاب المحاصر داخل المدينة وأحد الشخصيات المحورية في الفيلم ان الفيلم يعالج القضية الإنسانية أكثر مما يعالج التبعات السياسية مؤكداً أن مكان التصوير وحجم الدمار وآثار الحرب التي كانت تدور لعبت دوراً كبيراً في إغناء الفيلم وزودت الممثلين بجرعة كبيرة من المشاعر المختلفة والحقيقية التي ستنعكس إيجابيا على أدائهم في الفيلم.

ويرى الأحمد في فيلم مطر حمص رسالة حب جديدة لمدينة حمص القديمة بعد الدمار الذي حل فيها على أمل ان يعود الناس إليها محملين بالحب والأمل بالرغم مما حصل.

يشارك في الفيلم مجموعة من الممثلين السوريين ومنهم لمى الحكيم وحسين عباس إضافة إلى ضيف الشرف الممثل بشار إسماعيل والطفلين بيتر و جيسيكا كما يلعب المخرج جود سعيد أحد الأدوار وهومن إنتاج المؤسسة العامة للسينما وشركة أدامس برودكشن.

ومن الجدير بالذكر أن المخرج السوري الشاب جود سعيد حاصل على شهادة ماستر في الإخراج السينمائي من جامعة لوميير ليون الفرنسية برصيده الفني عدد من الأفلام الروائية القصيرة والطويلة منها مرة أخرى وصديقي الأخير وبانتظار الخريف والفيلم الحائز على فضية مهرجان دمشق السينمائي مونولوج ويتوقع المخرج أن ينتهي من تصوير مطر حمص في الشهر القادم ليعرض في ربيع 2015.

لارا أحمد

انظر ايضاً

تمنى يوماً أن يكون سينمائياً.. فتخطى نفسه في الإبداع

دمشق-سانا “أنا جود سعيد.. تمنيت في يوم ما ربما منذ 16 أو 17 سنة أن …