الشريط الإخباري

اليافع وجد سعيد.. حالة فنية متميزة اجتازت المقاييس الإبداعية بجدارة لافتة

اللاذقية-سانا

رغم أن الشاب وجد سعيد لم يتجاوز السادسة عشر من العمر إلا أنه استطاع أن يحصل في هذه السن الباكرة على لقب “فنان” بجدارة فهو بالمقاييس الإبداعية حقق خبرة ربما جاوز بها كثيرا ممن يكبرونه بسنوات و هي خبرة صقلت بالدراسة الفنية و التدريب المتواصل وصولا إلى إتقان مختلف تقنيات الرسم ليشكل بذلك حالة فنية فريدة كرست حضورها عبر عدد من الفعاليات الفنية في محافل وأنشطة متنوعة وكانت أعماله سمة لافتة في كل منها.

وحول تجربته ذكر سعيد أنه بدأ بالرسم منذ كان في الخامسة من العمر وكانت البدايات عبارة عن لهو و تسلية و ملء لأوقات الفراغ إلا أن موهبته تطورت فيما بعد و أخذ يتعلق بالرسم كثيرا فراح يتدرب على أيادي أساتذة متخصصين في مراسم معروفة في المحافظة و كان آنذاك قد بلغ من العمر نحو سبع سنوات حيث تعلم خلال عدة سنوات لاحقة الرسم بألوان الباستيل و المائية بالإضافة إلى التظليل بقلم الرصاص.

وأشار إلى أنه تأثر بجده الفنان الذي كان ينفذ أعمالا خشبية متميزة بتقنية خاصة معروفة بتقنية الحرق على الخشب مؤكدا أن معظم رسومات جده الذي يعيش في حلب كانت توثق تاريخ هذه المدينة العريقة و قد تأثر كثيرا بهذه الصور التي انطبعت في مخيلته ولاسيما لوحة لقلعة حلب وأخرى للسوق المسقوف في المدينة القديمة بالإضافة إلى تأثره بخالته وهي مهندسة العمارة ولها العديد من اللوحات الفنية وهي رغم انقطاعها عن الفن إلا أنها دائمة التحفيز والنقد والتوجيه له.

وقال سعيد كنت أتابع تدريباتي بانتظام و أشارك في الفعاليات الفنية المدرسية بشكل متواصل و أحضر دروس الرسم الخاصة بي دون انقطاع إلا لأمر طارئ و قد ساعدتني المواظبة و المثابرة على هذا الأمر لأختصر الكثير من المراحل و أمتلك خبرة لا بأس بها خلال سنوات من التعلم المكثف و التدريب المستمر.

وتابع سريعا بدأت تتبدى ملامح تطوري في الرسم و اكتسابي للعديد من التقنيات بالمقارنة مع أقراني و كان ذلك جليا من خلال مجموعة من اللمسات الفنية التي بدأت تميز لوحتي عن سواها بحسب الآراء المختلفة فباتت لي بصمة خاصة رغم باكورة تجربتي و كانت هذه البصمة أكثر ما تتضح في الواني حيث كنت شغوفا باستخدام درجات الألوان القوية ولاسيما الأحمر الذي عشقته منذ الطفولة ويعتبر القاسم المشترك في أعمالي جميعها بالإضافة إلى اللون الأصفر والأزرق والنيلي وهي أكثر الألوان المحببة الي وخاصة عندما ارسم الطبيعة الصامتة.

وأوضح الفنان اليافع أن هذا العمل المكثف هو ما جعله اليوم فنانا صغيرا حسب النقاد و يمتلك رصيدا لا بأس به من الأعمال الفنية الخاصة فقد ظلل وهو لا يزال في الصف السابع بورتريه للاعب كرة القدم كريستيانو رونالدو وفي الصف الثامن تعلم تقنية الرسم الزيتي فكانت أول لوحة بورترية زيتية يرسمها للفنانة نانسي عجرم ليستمر حتى اليوم بهذه التقنية التي انتج من خلالها حتى الآن ثمانية أعمال فنية إضافة إلى أربع لوحات عن الطبيعة و الطبيعة الصامتة و لوحتين عبارة عن بورتريه تظليل الى جانب عدد من الرسومات المائية.

ولفت إلى أنه يحب رسم الطبيعة إلى حد كبير حيث يقوم بصورة مستمرة بنزهات و جولات ميدانية يحاول من خلالها ان يخزن في ذاكرته أكثر ما يمكن من الصور و المشاهد الطبيعية الموجودة في بيئته الساحلية سواء في البحر أو في الجبل و أحيانا يجلس في بقعة ما و يقوم بنقل المشهد أمامه مباشرة الى الدفتر فلديه الكثير من الأعمال التي رسمها بهذه الطريقة و لكنه يدرجها في إطار التدريب لا أكثر.

و ذكر سعيد أنه أراد ذات مرة أن يهدي والدته في عيد الأم لوحة فنية فراح يبحث عبر الانترنت عن أجمل وردة ليرسمها دون مساعدة أي أستاذ أو مشرف و قام بطباعة الصورة التي اختارها من أحد المصورين ثم عمد إلى رسمها بريشته و هنا اكتشف قدرة التكنولوجيا على مساعدته في التدرب و اكتساب المزيد من المعارف فصار يختار مناظر متنوعة من الانترنت و يرسمها ليكتشف قدراته و مدى التطور الذي حققه.

كذلك أشار الفنان سعيد إلى أنه أمضى سنوات الدراسة حتى اليوم و هو يكرس كل اوقات الفراغ لتنمية موهبته إذ أن الموهبة تساعد الطالب بشكل عام على تفريغ طاقاته السلبية منها والإيجابية و التعبير عن حالاته الانفعالية والنفسية المختلفة بصورة بناءة كما أنها تنمي المهارات الفردية و تعزز الثقة بالنفس و بالتالي فإن الموهبة تشكل خطا موازيا للعلم.

وأعرب سعيد عن أسفه الشديد لعدم تفعيل حصة الرسم في المدارس و الإهمال الذي تتعرض له هذه المادة من المدرس و الطالب على حد سواء و هو ما يجعل من المعرفة الفنية محدودة لدى الطلبة رغم أنها تمنح الطالب آفاقا إبداعية و سلوكية و تحسن من حالته الذهنية و الروحية متمنيا أن يتم الاهتمام مستقبلا بهذه المادة و تفعيلها في المنهاج الدراسي.

أما أهم المعارض التي كرست اسمه الفني فأشار إلى أنه شارك في معرض في المركز الثقافي العربي باللاذقية عام 2008 وكان حينها في الصف الثاني الابتدائي بالاضافة الى مشاركته في معارض جمعية أرسم حلمي الأول والثاني والثالث في الأعوام 2009-2010-2012 وفي معرض “وتستمر الحياة” في دار الأسد للثقافة عام 2013 وحصل خلال هذا المعرض على المركز الاول عن مجموعة لوحات شارك بها الى جانب مشاركته في معرض الشباب الاول عام 2014 بأربع لوحات.

وعن طموحه في المستقبل أكد سعيد أنه يتمنى أن يصبح مهندس عمارة فمن وجهة نظره لا بد أن موهبته ستساعده في الرسم على إتقان هذا الاختصاص بصورة كبيرة من ناحية رسم التصاميم واختيار الألوان كما أن موهبته وثقته بريشته وبخطوطه ستمنحه ثقة أكثر بنفسه وتميزا في دراسته الجامعية.

رنا رفعت

انظر ايضاً

الإبداع..قصة نجاح مرتبطة بالإيمان تستلزم الدعم والتصميم

دمشق-سانا سطرت صفحات التاريخ سيرة رجال أفذاذ أبى التاريخ إلا أن يخلد إبداعاتهم بأحرف من …