S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
اللاذقية-سانا
تتخذ مبادرة “قدرات فائقة” منحى مختلفا في عملها باعتمادها على مدربين من ذوي الاحتياجات الخاصة يعملون إلى جانب مجموعة من المتخصصين ضمن ورشات عملية ودورات تدريبية تهدف بمجملها لتغيير الصورة النمطية الموجودة في المجتمع عن شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة ولفت الانتباه لمهاراتهم وقدراتهم وتمكينهم اقتصاديا بما يمكنهم من دخول سوق العمل من بابه الواسع.
لقاءات عديدة عقدت بين شباب وشابات لديهم اهتمام بدعم هذه الشريحة وآخرين من ذوي الاحتياجات الخاصة نتج عنها تشكيل فريق “قمم” الذي أصبح أحد فرق مشروع “مشاركة ذوي الإعاقة في المجتمع” بعد أن احتضن مجلس الأعمال والمؤسسات السوري ومؤسسة “مبادرون” مبادرته لتبدأ أولى ورشاتها في شهر أيلول الماضي وتستمر حتى نهاية العام الجاري وقد بلغ عدد المستفيدين منها حتى الآن قرابة ستين متدربا ومتدربة من طلاب الجامعات والجمعيات الأهلية والأفراد العاديين وذوي الاحتياجات الخاصة من أصحاب الإعاقة الحركية على وجه الخصوص.
وفي حديثه لنشرة سانا الشبابية أشار وائل بحري مدرب في المبادرة إلى تنوع المحاور التدريبية المطروحة لتشمل صناعة المشغولات اليدوية الخشبية منها والقماشية إضافة لورشة صناعة الاكسسوارات وورشة العمل بالخيوط “المكرما” وورشة متخصصة بكتابة المقال والقصة القصيرة لافتا لإمكانية طرح عناوين أكثر تنوعا واختلافا في المراحل القادمة.
أكثر من 25 شابا وشابة بين متطوعين وإداريين ومنظمين يشرفون على تسيير أعمال المبادرة التي تضم في صفوفها متخصصين بالإرشاد النفسي ومحترفي عدد من المهن اليدوية حيث تم تقسيم هؤلاء الشباب على عدة فرق أخذت على عاتقها مسؤوليات الترويج والتوثيق والتدريب والتواصل مع الجهات المختلفة للبحث عن شراكات وتحقيق تشبيك يخدم أهداف المبادرة.
ولفت بحري إلى تخصيص مجموعة من المتطوعين لإنجاز كل ورشة على حدة لتنفذ بالسوية المطلوبة منوها بوجود عدد كبير من المخرجات الناتجة عن هذه الورشات والتي ستعرض للجمهور في معرض خاص يعلن عنه قريبا جدا إضافة إلى مشاركة الأعضاء ببعض منتجاتهم ضمن جولة فريق صناع السلام التي أقيمت مؤخرا في مرمريتا.
وقال بحري.. “لن يقف طموحنا عند هذا الحد فلدينا أمل كبير بتوسيع قطر الدائرة التي نعمل ضمنها وخاصة أن أثراً إيجابياً واضحاً بدأنا لمسه سواء من الجهات التي تتعاون معنا أو الأفراد الذين نتوجه لهم ويطالبوننا دائما بالمزيد كما نسعى بشكل دائم لتجاوز صعوبات العمل من خلال جلسات إعادة التقييم لنرتقي بأدائنا ونتجاوز أخطاءنا”.
من جهتها قالت المرشدة النفسية نور درويش وهي متطوعة في المبادرة واستفادت من ورشاتها وتدريباتها.. إنها شعرت بمتعة كبيرة للعمل جنبا إلى جنب مع ذوي الاحتياجات الخاصة ضمن الفريق لافتة إلى أن نجاحهم في تحقيق غايات المبادرة جاء نتيجة جهد جماعي عمت فائدته على الجميع واستطاعت هذه الشريحة بحق أن تثبت دورها ومواطنتها في المجتمع بشكل رائع ومثمر.
ويتطلع فريق المبادرة في المراحل القادمة لإدراج فئات أخرى من ذوي الاحتياجات الخاصة ضمن الشرائح المستهدفة والوصول لأكبر عدد ممكن منهم فمسؤولية تغيير النظرة النمطية بالنسبة لهم هي مسؤولية عامة ويأملون بأن تكون مبادرتهم بداية ومنطلقا لعمل مجتمعي كبير لتحقيق هذه الغاية النبيلة والسامية.
ياسمين كروم