التراث الثقافي السوري واقع وتحديات محاضرة في فرع دمشق لنقابة المهندسين

دمشق -سانا

تناولت محاضرة “التراث الثقافي السوري .. الواقع والتحديات” التي أقامها فرع دمشق لنقابة المهندسين بالتعاون مع المديرية العامة للآثار والمتاحف المخاطر المحدقة بالتراث الثقافي السوري نتيجة الحرب الإرهابية على سورية.
وبينت المهندسة لينا قطيفان مديرة المواقع الأثرية المسجلة على لائحة التراث العالمي التي ألقت المحاضرة في مبنى فرع نقابة المهندسين بدمشق اليوم نيابة عن الدكتور مأمون عبد الكريم المدير العام للآثار والمتاحف أن عددا من الممتلكات الثقافية في بعض المناطق أصبحت مصنفة على أنها مناطق ثقافية منكوبة وتفاوتت الأضرار من التخريب والكتابة على الجدران الأثرية والنهب إلى التدمير الكامل وذلك بسبب استهداف التنظيمات الإرهابية المسلحة للمواقع الأثرية إضافة إلى تدمير
بعضها لأسباب أيديولوجية ترتبط بفكرهم الإرهابي التكفيري حيث تعمد هذه التنظيمات الإرهابية إلى تدمير منظم وممنهج كما حدث في مدينة تدمر مؤخرا حيث قام تنظيم “داعش” الإرهابي باستخدام المتفجرات لتدمير عدد من الأوابد الأثرية داخل المدينة حيث دمر عددا من المدافن البرجية وأجزاء كبيرة من معبد بل الذي يبلغ من العمر أكثر من 2000 عام وقبلها قام بتدمير معبد بعل شمين وتمثال أسد اللات والعديد من الأضرحة التي تقع في محيط المدينة الأثرية.

وأضافت قطيفان “تتعرض بعض المواقع الأثرية لتنقيبات سرية وتهريب القطع الأثرية من المناطق التي تتواجد فيها التنظيمات الإرهابية المسلحة إلى دول الجوار والاتجار غير المشروع بها إضافة إلى انتشار السكن العشوائي بجانب الأماكن الأثرية والأبنية المخالفة والمقالع وذلك في عدد من المناطق الريفية”.

وحول الإجراءات التي اتخدتها المديرية العامة للأثار والمتاحف لحماية المقتنيات والمواقع الأثرية بينت المحاضرة أن المديرية العامة للآثار والمتاحف قامت بعدة اجراءات تمثلت بنقل عدد كبير من المقتنيات المتحفية إلى أماكن آمنة منوهة إلى أن 99 بالمئة من المقتنيات المتحفية أصبحت في أمان بفضل وعي المجتمع الأهلي السوري والجهود الحكومية والجيش العربي السوري والجمعيات الأهلية وكل ذلك كان له الدور الكبير في حماية المتاحف من اللصوص واستعادة بعض القطع الأثرية والدفاع عن الآثار كما تم تعزيز التعاون مع المنظمات الحكومية وغير الحكومية والجامعات والجمعيات الأهلية في نشر التوعية بضرورة حماية التراث السوري والحفاظ عليه وذلك من خلال اطلاق حملات التوعية المجتمعية.

وحول تعاون المديرية العامة للآثار والمتاحف مع المنظمات الدولية أشارت المحاضرة إلى أنه تم توجيه نداء إلى المنظمات الدولية وأعضاء ورؤساء البعثات الأثرية الأجنبية وعلماء الآثار ومثقفي العالم للتحرك ودعم الجهود لحماية التراث السوري من خطر الإرهاب ومن خلال التواصل الدائم مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم اليونسكو تم اطلاق مشروع الصون الطارئ للتراث الثقافي السوري بهدف توثيق الأضرار ورفع الوعي محليا ودوليا بشأن نهب الآثار وضرورة حمايتها وتدعيم قاعدة البيانات الخاصة بها بهدف التوثيق بشكل مستمر لها.

كما أشارت إلى أن سورية مهد أقدم حضارات العالم وتمتلك ما يزيد على عشرة آلاف موقع أثري سجل منها أربعة آلاف موقع على لائحتها الوطنية ويوجد 6 مواقع مدرجة على قائمة التراث العالمي هي دمشق القديمة وحلب القديمة وبصرى وتدمر وقلعتا الحصن وصلاح الدين والقرى الأثرية شمال سورية لافتة إلى أن هذا التراث المهم أصابته كارثة ثقافية حقيقية خلال الأزمة بفعل التدمير والتخريب الذي ارتكبه الإرهابيون وطالت الأضرار أكثر من 750 موقعا ومبنى أثريا.

من جانبه بين المهندس عبد الناصر عمايري رئيس لجنة التراث في فرع دمشق لنقابة المهندسين أن حماية التراث جزء أساسي من عمل النقابة وذلك من خلال ترميم المباني الأثرية وإعادة تأهيلها وحمايتها وإدارة المواقع الأثرية وترتيب المواقع الأثرية لإعادة إعمارها مستقبلا .

يذكر أن هذه المحاضرة تأتي ضمن سلسلة نشاطات يقيمها فرع نقابة دمشق للمهندسين بالتعاون مع المديرية العامة للآثار والمتاحف حيث ستقام محاضرتان شهريا تعنيان بالتراث الثقافي السوري.

انظر ايضاً

حفظ وحماية التراث الثقافي السوري.. ضرورة ملحة وواجب إنساني جماعي

دمشق-سانا يشكل التراث الثقافي العالمي سجلا لتوثيق ما أنجزته الحضارة الإنسانية منذ ظهور الإنسان الأول …