الشريط الإخباري

تغريدة أبو السلام تفتتح عروضها على مسرح القباني- فيديو

دمشق-سانا

هي خبرة سنوات تبلورت بعشرات الأعمال المسرحية التي خاضها الفنان عبد الرحمن أبو القاسم لتكون بمثابة مرافعة عن مأساة شعب بأكمله تشرد من أرضه ليتشرد اليوم من مخيماته جراء جرائم التنظيمات الإرهابية إذ لا تتوقف مأساة الشيخ السبعيني “أبو السلام” بعد أن تركه أولاده الثلاثة عشر متوجهين إلى أصقاع الأرض الأربعة تاركين بذلك حقهم بالعودة إلى وطنهم الأم فلسطين.

2الفنان داود أبو شقرة خاض تجربة مسرح المونودراما كتابة وإخراجاً في هذا العرض إذ قدم “تغريدة أبو السلام” كتعليق على الأحداث الأخيرة التي ألمت بالمخيمات الفلسطينية في سورية ليفتتح عروض هذه المسرحية أمس على خشبة القباني مع الفنان عبد الرحمن أبو القاسم جاعلاً من فضاء المسرح عبر سينوغرافيا الفنان محمود خليلي فضاء لكل الشعب الفلسطيني الذي يبين العرض خروجه من مخيماته على يد القوى الإرهابية المتطرفة كنوع من المؤامرة التي حاكها “الربيع العربي” عليه.

الممثل هنا استعار مكالمات هاتفية لأبنائه الذين يحاولون إقناعه بالرحيل إليهم كنوع من التعويض عن المحاور الغائب في عروض الممثل الواحد فيرفض هذا الإنسان الفلسطيني الواقف على مفارق حتوف متنوعة أن يغادر مخيمه أمله الأخير بحق العودة كونه يأبى أن يكون الفلسطيني المعروض للتغطيات الإعلامية الدسمة كشاهد عيان وسماع وموت في آن معاً وعبر هزائم متلاطمة العباب تمخر أنفاس هذا الرجل العجوز المقعد.

3هو رفض متواصل للتسليم والانكفاء عن الحق الفلسطيني يصيغه العرض الذي يقف بين صوره في بلدته صفورية وصور مجاهدي الثورات الفلسطينية إذ ينوء “أبو السلام” بكوارث متعددة عابراً من 1948 إلى 1967 وصولاً إلى أوسلو ليصيغ الفنان أبو القاسم خطبته العبثية عن مونودراما تحيل الفرد إلى شعب بأكمله على الخشبة فالشخصية هنا لا تريد الانصياع لطلب الأبناء الغائبين بالسفر وطلب اللجوء الإنساني لكنها في الوقت ذاته كررت دون هوادة العديد من حواراتها دون إيجاد معادل لها على خشبة الفرجة.

مونودراما تتابع سرد حكاياتها عبر رجل واحد لحكاية حكايات فلسطين التي تبدأ ولا تنتهي ترافقها موسيقا جانبية تأتي من أطراف الخشبة ثم تحيله مرة أخرى لمكالمات جديدة دون أي تطور درامي يذكر سوى وقوف الرجل العجوز على قدميه بعد أن وجد بطاقته البيضاء الدليل الوحيد على حق عودته في زمن المؤامرة على مخيمات الفلسطينيين في سورية والتي يقول عنها أبو السلام “سورية هي الوحيدة التي عاملتنا نحن الفلسطينيين كأبناء البلد بل وافضل منهم ولهذا رأسنا اليوم مطلوب مع رأس السوريين”.

4مخرج العرض داود أبو شقرا قال على بروشور المسرحية “يا صديقي هادم اللذات ما زال يقتات أحلام الغلابا .. فتدانينا المنافي وتساقينا الشرابا .. وتجافينا الخوافي .. وتنسينا الترابا .. كلما أوصدت بابك في طريقي .. يا صديقي سأغني فوق أمجاد الكتابة .. أتحداك بيأسي .. أزرع الآمال في طين الكآبة .. أتحداك بمواويل العتابا .. باغانينا العنيقة والعتيدة والربابة”.

يذكر أن عرض “تغريدة أبو السلام” من إنتاج المسرح الوطني الفلسطيني بالتعاون مع المديرية العامة للمسارح وضع الموسيقى له الفنان حسين نازك وصمم السينوغرافيا الفنان محمود خليلي فيما صمم الإضاءة الفنان بسام حميدي وهو مستمر حتى 25 آب الجاري على مسرح القباني.