الشريط الإخباري

الأديبة وليدة عتو: الرواية هي السفير الثقافي للشعوب في العالم

دمشق-سانا

الأديبة السورية وليدة عتو تمكنت من كتابة الرواية والقصة القصيرة باسلوب واقعي وجرئ يجسد نوازع المرأة وطموحاتها بأسلوب شائق حرصت من خلاله على التمسك بأسس الرواية والقصة لتأخذها إلى عالم الدراما والسينما في مصر اللذين اقتبسا أربعة من أعمالها الأدبية.

وترى مؤلفة “رواية امرأة لا تعرف الخوف” في حديثها لسانا الثقافية إن القصة وليدة الرواية وخرجت من رحمها غير إن القصة عرضها للحدث مختزل وسريع الايقاع ويعطي أبعاد الحدث دون تفاصيل من خلال سطور أو صفحات قليلة وتعتمد على صور ولوحات شعرية ومفردات وجدانية ولغة عالية بعيدا عن السرد.

أما الرواية كما تبينها عتو فهي مكون فني يعتمد على السرد والحوار والتشويق والمفاجأة والعقدة وتحمل كما من الأحداث فتشبع فكر القارئ وتمتع الكاتب لأن فيها مساحة كبيرة تمكن الكاتب من اللعب فيها وصب كل أفكاره وطرح مواضيع كثيرة والدخول في تفاصيل دقيقة للموضوع المطروح.

وعتو التي دخلت إلى الأدب من باب المقالة منذ عملها في الاتحاد العام النسائي في سبعينيات القرن الماضي ترفض وجود ترابط بين الأدب والمقالة لأن المقالة كما تراها نقل خبر حي ومباشر أو حدث أو تحليل لأحداث تدور على الساحة العامة من أمور سياسية أو اجتماعية أو إنسانية فتلقي الضوء على حالات غامضة يعاني منها المجتمع فكاتب المقالة عندها لا يستطيع كتابة رواية أو قصة.

وبينت عتو أنها تستمد مواضيع رواياتها من صميم الواقع الاجتماعي وهي تبحث عن مادتها من المحيط الذي حولها وأحيانا من بلاد عربية عندما تقوم بزيارتها فهي تبحث عن الموضوع الطريف غير المستهلك والمكرر لأن مجتمعنا مليء بالمشاكل المتجددة التي ليس لها نهاية وعلى الكاتب الغوص إلى أعماق المجتمع وإخراج ما بداخله من أوجاع وأحزان حيث تجعل كل قارئ يحس أن هذه مشكلته ومعاناته مشيرة إلى أن عصرنا الآن هو عصر الأدب الواقعي ولا مكان فيه للخيال الأدبي.

وعن رأيها بأدب اليوم أشارت عتو إلى أنه في تراجع كبير ولم يعد هناك إقبال على قراءة الأدب بعد غزو الانترنت للعقول ولم يعد ثمة اهتمام بالثقافة الأدبية أو حتى العامة وتقلص حجم المتابعة الثقافية من قبل الأهل والتوجيه الفكري والثقافي مفسحين المجال للانترنت الذي تسبب بفساد للأخلاق وضياع الفكر وإبعاد الشباب عن الثقافة الحقة والوعي.

وحول هذه النقطة تابعت “تشهد الساحة الثقافية الآن ظهور أشخاص لا علاقة لهم بالأدب وهذه ظاهرة أصبحت واقعا في ظل الفساد الأخلاقي والمحسوبيات لأنك فجأة تسمع عن اسم لمع وهو لا يملك أدوات الكتابة الأدبية ولا يعرف كيف يصيغ حروفه ليربط الحدث بينما هناك كتاب كثر لهم أعمالهم وتاريخهم مهملون ولا يجدون أي اهتمام أو إظهارهم ككتاب لهم قيمة أدبية”.

وتجد كاتبتنا أنه لا يوجد أي جنس أدبي بديل أو مواز للراوية لأنها عالم متكامل وهي الوحيدة التي تمتلك كل ادوات المتعة والإشباع الفكري وتنقل عالما ومجتمعا بأكمله إلينا وتعرفنا على جميع الثقافات في العالم فهي السفير الثقافي للشعوب.

وتقول عتو “إن ما يحدث في الوطن العربي من أحداث سياسية أدخل الرواية في حالة عمق فكري أكثر وكأنها الآن في صحوة وتخلصت من المعالجات السطحية وجعلت الكاتب في حالة من المسؤولية تجاه ما يحدث لنقل الواقع فهو شاهد عيان على ما تمر به الأمة العربية في هذه الحقبة الزمنية”.

وتابعت إن الأحداث الكبيرة التي تمر بالمنطقة جعلت الكتاب أمام تحول جديد يحتاج إلى الآلاف من الروايات والمعاجم لتدوينها وتأريخها فهي كلها مواد غنية للكاتب وعليه أن يكتبها للتاريخ والأجيال القادمة كي تطلع على ما مرت به أمتنا من حرب لم يشهد التاريخ مثلها وكيف كان نضالها وكيف حققت انتصارات على عشرات الدول التي حاربتها وظلت القلعة القوية الشامخة التي لا تعرف الهزيمة.

وتعتبر مؤلفة رواية “اغتالوا أحلامنا” أنه خلال هذه السنوات الخمس من الحروب وما تخللها من ممارسات غريبة على مجتمعنا ودخول الفكر المتطرف الذي يحاول تضييع الكثير من القيم والمفاهيم ويدمر العقول والافكار ما جعل الثقافة في تراجع كبير مبينة اننا بحاجة الى عقود لكي يعود ما فقدناه ونلحق بركب الثقافة العالمية داعية إلى العمل على توعية الأسر لأن التربية والفكر والتوجيه يبدأ من البيت ثم من المدرسة والشارع إضافة إلى المؤسسات التي تقع عليها المسؤولية الأكبر في هذا الموضوع.

أما عن تعاطيها مع الحرب على سورية فتقول “منذ بداية الحرب على سورية صرت أدافع بقلمي عن قضيتي واوضح الحقائق وما خطط لبلدي مع كل من التقيه فعشت مع آلامي ونزفت جروحي مع جروح بلدي وبكيتها كثيرا وكانت معي في كل لحظاتي”.

يذكر أن الأديبة وليدة عتو روائية وقاصة وشاعرة من مواليد مدينة حلب لها العديد من الروايات هي “امرأة لا تعرف الخوف وتفاصيل العشق ودموع تحترق واغتالوا أحلامنا وأطياف الوجه الآخر” ومجموعات قصصية هي “رغبات وجرس الهاتف ورحلة في قطار العمر وحلم ليوم واحد” ومجموعة شعرية حملت عنوان “خواطر وأشعار” كما تكتب مقالات في عدد من الصحف والدوريات العربية إضافة إلى كتابتها لعدد من الأغاني الوطنية.