الشريط الإخباري

مجلس عزاء لروح الشهيد خالد الأسعد.. العطار:صاحب الدور بكل الإنجازات في تدمر- فيديو

دمشق-سانا

في قلب متحف دمشق الوطني الجامع للآثار السورية وفي قاعته الشامية احتشد حضور رسمي وثقافي للمشاركة في مجلس العزاء الذي أقامته وزارة الثقافة لروح الشهيد عالم الآثار خالد الأسعد الذي قام تنظيم “داعش” الإرهابي بإعدامه بقطع رأسه في ساحة المتحف الوطني بتدمر مؤخرا.

وقال وزير الثقافة عصام خليل “تم تكليفي من قبل السيد الرئيس بشار الأسد بأن أقدم تعازيه لعائلة الباحث الأثري الشهيد خالد الأسعد”.

3الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية التي شاركت في مجلس العزاء قالت في تصريح للصحفيين “نحن اليوم شديدو الحزن بسبب جريمة قتل الباحث الأثري والصديق ورفيق درب العمل خالد الأسعد الذي التصق بتدمر… وكل ذرة في تراب هذه المدينة تعرف من هو خالد الأسعد وماذا صنع وماذا فعل وكيف عاودت أعمدة المدينة الأثرية الارتفاع وكيف عاد البهاء إليها بفضل جهوده الكبيرة والبناءة”.

وأضافت نائب رئيس الجمهورية “بدأ خالد الأسعد عمله في ترميم مدينة تدمر في فترة لم تكن فيها مديرية الآثار تمتلك الامكانات والتقنيات اللازمة لهذا العمل الضخم فاستخدم حيوانات الجر في رفع الأحجار والأعمدة الثقيلة وإعادتها إلى ما كانت عليه حتى جاءت الآلات الرافعة والتي سهلت كثيرا أعمال الترميم الكبيرة التي شهدتها تدمر لتصبح هذه المدينة محط اهتمام الكثير من الشخصيات الدولية”.

4وتابعت “حظيت جهود الأسعد بتقدير سوري ودولي وعبره أدرك السوريون والأجانب أهمية تدمر وماذا تعني كحضارة رائدة فكان الشهيد صاحب الدور الكبير في كل الانجازات التي حصلت في تدمر ولا نزال نذكر كيف أقام الأمير ميكاسا في استراحة تدمر البسيطة التي حولها فقيدنا إلى مكان يليق باستقبال شقيق الإمبراطور الياباني المحب للآثار”.

وعن الموقف الدولي ولا سيما الدول التي تدعم الإرهابيين قالت نائب رئيس الجمهورية “في هذه المرحلة التي نعيشها والتي تتصاعد فيها مواكب الشهداء كل يوم لتملأ حياتنا عطرا وسماءنا بهاء دفاعا عن الوطن فإن المجتمع الدولي يبدو كأنه لا يسمع ولا يريد ان ينتبه أو أن يرى هذا الإرهاب التكفيري الذي يلتهم بوحشية الإنسان ويهون عليه ذبح الناس دون تمييز وبالعكس هنالك دعم وتسهيل لهذا الإرهاب”.

وأكدت الدكتورة العطار أن الإرهابيين “يستهدفون الحضارة لذلك اختاروا تدمر وأرادوا أن يكرروا فيها ما فعلوه بالعراق لأن تدمر تضم آثارا رائعة وجميلة وكل العالم يشهد لها بذلك” مشيرة إلى أن الإرهابيين “يسعون لخراب تدمر بما تضم من أوابد وبدؤوا يقتطعون أجزاء من التماثيل ويبيعونها كما بيعت بعض التماثيل النصفية في بيروت ما يؤكد أهمية الخطوات التي قامت بها مديرية الآثار في نقل القطع الأثرية من تدمر إلى أماكن آمنة”.

2بدوره أكد وزير الثقافة خلال كلمة ألقاها في مجلس العزاء أن “العاملين في وزارة الثقافة وفي مقدمتهم العاملون في الآثار والمتاحف هم اليوم أكثر تصميما على المضي قدما في النهج الذي بذل من أجله الشهيد خالد الأسعد حياته ودمه”.

وأضاف وزير الثقافة إن الساحة التي شهدت هذه الجريمة الوحشية ستظل شاهدا على خلود الأسعد وستكون شاهدا على وحشية الإرهاب الذي يحاول النيل من سورية ومن الحياة كلها.

وأوضح أن هذه الجريمة الوحشية ما كان لها أن تتم لولا الدعم الذي يحظى به الإرهاب من أطراف إقليمية وعربية ودولية متورطة في سفك الدم السوري ومع ذلك “فإن السوريين جميعا على موعد مع النصر القريب لنلتقي فيه في ساحة الشهيد خالد الأسعد في مدينة تدمر لنعلن النصر على عصابات الإرهاب التكفيري القادم إلينا بمشروع ظلامي ضد إنسانية الإنسان”.

وقال خليل “إن السوريين واثقون ان شهادة الباحث خالد الأسعد هي جزء من التضحيات التي قدمها الشعب السوري في هذه الحرب الكونية الإرهابية المفتوحة غير المسبوقة ومصممون على النصر وعلى الوقوف وراء الجيش العربي السوري في نضاله المقدس حيث يبذل الغالي للحفاظ على هذا الوطن ووحدته”.

وفي تصريح لـ سانا قال الدكتور مأمون عبد الكريم المدير العام للآثار المتاحف “مهما قدمنا من أعمال في ذكرى الراحل الأسعد فإننا لا نعطيه حقه فهو أمضى نصف قرن من حياته في العمل الأثري وحتى بعد التقاعد عمل كخبير لدى مديرية الآثار مدة 15 عاما أي أنه أمضى 65 عاما في العمل بالآثار السورية”.

وأكد مدير الآثار أن الأسعد “تحول باستشهاده إلى رمز للمقاومة فهو رفض ترك تدمر والإذعان لتهديدات الإرهابيين وبسلوكه هذا كرر ما فعله الملك أذينة الذي دافع عن تدمر حتى الموت لتخسر المديرية العامة للآثار والمتاحف واحدا من كبار باحثيها ولينضم الأسعد إلى الباحثين الكبار الأعلام الذين أسسوا لمدرسة الآثار السورية” كاشفا بأن مديرية الآثار تسعى “لإقامة أعمال تكريم مستمرة للشهيد الأسعد على المستوى الرسمي والمحلي إضافة إلى نشر أعماله القيمة التي قام بها في حياته”.

وفي تصريح مماثل اعتبر الدكتور محمود حمود مدير آثار ريف دمشق أن جريمة قتل الأسعد استهداف للتراث الإنساني والعالمي لأن الشهيد كان أحد أعمدة الثقافة السورية وصاحب مساهمات في بناء الثقافة والتراث السوريين والحفاظ على تراث تدمر مؤكدا أن من ارتكبوا هذه الجريمة لا يفهمون ما الحضارة ولا الآثار ما يجعلنا نخشى على تدمر وعلى آثار بلدنا الأخرى لأنه بات واضحا للجميع أن هدفهم تدمير الحضارة السورية.

8بدوره رئيس اتحاد علماء بلاد الشام الدكتور محمد توفيق رمضان البوطي أوضح أن الشهيد الأسعد قتل باسم الهمجية والوحشية التي تمارسها العصابات الإرهابية من قتل للكفاءات ومحاولة فصل تراث الوطن والاستيلاء على مقدراته معتبرا أن الأسعد كان رمزا للوطنية والشجاعة والإخلاص والوفاء بحق الوطن وأمينا على تراثه وحضارته.

الباحث الدكتور علي القيم رأى أن خالد الأسعد كان عالما كبيرا وعلامة بارزة في تاريخ التنقيب والعمل الأثري على مدى أكثر من 50 عاما وترك أبحاثا كثيرة وكان عمله ميدانيا في التنقيب والكشف عن آثار تدمر وسوف يبقى اسمه مرتبطا بتدمر بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى.

أما المؤرخ الدكتور محمد محفل فقال “تعرفت على الشهيد منذ أربعين عاما خلال اصطحابي لطلابي في جولات ميدانية على آثار تدمر حيث لمست فيه الإنسان الخبير المطلع الدقيق في عمله المحب لمدينته” معتبرا أن جريمة قتله “مرفوضة بكل المقاييس ويستحق مرتكبوها اللعنة إلى الأبد الذين لم يشفع عندهم أخلاقه ولا عمله ولا حتى شيخوخته”.

السفير الإيراني بدمشق محمد رضا رؤوف شيباني أدان “هذا العمل البشع الذي ارتكبه الإرهابيون التكفيريون” مؤكدا “وقوف إيران مجددا إلى جانب الشعب السوري في كل المجالات” معربا في الوقت نفسه عن أمله بتحالف كل الدول وأحرار العالم مع الشعب السوري لمواجهة الارهاب التكفيري في المنطقة الذي يستهدف استقرارها وأمنها.

وأعرب السفير شيباني عن أسفه لأن “بعض الدول لا تميز العدو من الصديق في هذه المنطقة” متمنيا أن تعيد هذه الدول النظر في سياستها الداعمة للإرهابيين وأن تكون في صف واحد ضد الإرهابيين والتكفيريين.

6وروى عمر الأسعد نجل الشهيد تفاصيل اختطافه وجريمة إعدامه فقال “قامت عناصر من تنظيم داعش الإرهابي في يوم 23 تموز الماضي باعتقال والدي من بيتنا في مساكن الطيبة شمال شرق تدمر مدعين أنهم سيوجهون إليه عدة أسئلة ثم سيفرجون عنه ورفضوا رجاءنا لهم بأن يخلوا سبيله نظرا لوضعه الصحي ولسنه الكبير وخلال فترة اعتقاله التي امتدت 25 يوما لم يسمحوا لنا برؤيته ولم نكن نعلم عن ظروف سجنه”.

وأضاف نجل الشهيد “قالوا لنا سنخضع أباكم لما يسمونها دورة استتابة لأن فكره النير المعتدل لم يكن يتناسب مع أفكارهم المتطرفة ومع حلول 18 آب الجاري أقدموا على جريمة إعدامه ثم احتفظوا بجثمانه ورفضوا أن يسلموه لنا لنقوم بدفنه” مؤكدا أن أباه كان رجلا متواضعا محبا للخير وللعمل وللناس وعندما استشهد خيم الحزن الشديد على أرجاء مدينة تدمر.

شقيق الشهيد المهندس محمود الأسعد قال “لم أتفاجأ من الحزن الوطني والدولي على جريمة قتل أخي لمكانته العلمية والعملية والدور البارز الذي قام به في كشف كنوز تدمر للعالم فكان أول من تعلم اللغة الآرامية التدمرية ليترجم بمفرده النقوش والكتابات التي تملأ آثار تدمر” مؤكدا أن “هذا الإرهاب يسعى للقضاء على الحضارة عبر تدمير الآثار والأوابد كما يفعل في سورية والعراق لإيقاف التطور والرقي خدمة للاستعمار وقوى الظلام”.

وخلال جلسة العزاء تم عرض صور من مسيرة الشهيد الأسعد خلال عمله بترميم الآثار في تدمر ومراحل من ترميم المسرح المكشوف وطريق الأعمدة ولقائه وتكريمه من قبل شخصيات دولية.

7حضر مجلس العزاء أعضاء القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي يوسف الأحمد رئيس مكتب التنظيم والدكتور عبد الناصر شفيع رئيس مكتب الفلاحين وأركان الشوفي رئيس مكتب التربية والطلائع وعبد المعطي مشلب رئيس مكتب المنظمات الشعبية والنقابات المهنية والدكتور خلف المفتاح رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام إضافة إلى وزيري الثقافة السابقين الدكتورة لبانة مشوح والدكتور محمود السيد وأعضاء الهيئة التدريسية في قسم الآثار بجامعة دمشق وعدد من الباحثين الأثريين وأصدقاء الشهيد.

5

أن الباحث الأسعد من مواليد مدينة تدمر عام 1934 حاصل على إجازة بالتاريخ ودبلوم التربية من جامعة دمشق وعمل أربعين عاما مديرا لآثار تدمر وأمينا لمتحفها الوطني مكرسا أكثر من خمسين عاما من حياته في العمل بمجال الآثار كما شارك مع عدد من المؤسسات الدولية والإقليمية والعربية في مشروعات متعلقة بتدمر وبالآثار السورية كما أنه حاصل على عدد من الأوسمة منها وساما الاستحقاق برتبة فارس من رئيسي الجمهورية الفرنسية وجمهورية بولونيا ووسام الاستحقاق من رئيس الجمهورية التونسية.