الشريط الإخباري

سلسلة قطوف التراثية إصدارات متنوعة تقدمها للقراء مديرية إحياء ونشر التراث العربي

دمشق-سانا

منذ أن أطلقت مديرية إحياء ونشر التراث العربي في الهيئة العامة السورية للكتاب سلسلة قطوف التراثية قبل نحو ثمانية أشهر سعت لأن تقدم نماذج من التراث الادبي والثقافي العربي لتقريب وتيسير هذا التراث للأجيال بشكل مرغوب ليبلغ عدد الإصدارات التي شملتها سلسلة قطوف تسعة في شتى مجالات الأدب والشعر والنحو والعلوم.

ومن هذه الاصدارات كتاب “الطيب” لمحمد بن الحسن الخازن والذي اختاره وقدمه محمد ياسر ذكور الذي اعتبر ان هذا الكتاب من نوادر المخطوطات العربية المكرسة للحديث عن أنواع الطيب وصناعته ومفرداته كون اكثر هذه الكتب مفقودة فضلا عن عرض ما تناوله العلماء والاطباء القدامى للحديث عن الطيب وفوائده الطبية و استخدامه للتطيب.

أما كتاب “مختارات من كتاب ثمرات الاوراق” لابن حجة الحموي من اختيار وتقديم محمد حسن العلي فيه من اخبار البخلاء وجود الكرماء وحكايات الظرفاء ومحاسن الشعر وبلاغة الشعراء ورجاحة العقلاء من أذكياء النساء وخير أعمال الرجال من شجاعة وصفح ووفاء مقدما شواهد شعرية وادبية تدعم الفكرة المطروحة اضافة الى ان الكتاب اعتمد المنهج الدقيق والصدق في طرح المعلومة.

“فن السخرية في ادب الجاحظ” كتاب اختار نصوصه وقدم اليها احمد عكيدي تضمن بعضا من نصوص أديب العرب الأكبر والذي امتازت كتاباته بالنقد الساخر للسلوكيات الاجتماعية الخاطئة مستندا في ذلك إلى ما أوتي من براعة وسعة خيال.

ووفق عكيدي فإن الجاحظ خلق من السخرية فنا أدبيا وطيد الأركان بقدرته على التصرف في فنونها وتنويع أشكالها وضروبها وكان يقدر على السخرية ويوفيها حقها فكان حلو الحديث بارع التصوير دقيق المقارنة حاضر البديهة.

ويعرف كتاب “من مقامات الحريري” الذي اختاره وقدمه الدكتور محمود الحسن المقامة على أنها في أصل اللغة اسم للمجلس والجماعة من الناس ثم أطلق هذا اللفظ على الأحدوثة من الكلام أما المقامات فهي أقاصيص قصيرة تحكي مغامرات أديب يحتال بفصاحته الأدبية وبراعته الأسلوبية متنقلا بين البلدان ليحصل على معونات الناس.

وفي الكتاب يجمع العلماء على أن بديع الزمان الهمذاني مبتكر فن المقامات كما أن الحريري أشار في مقدمة مقاماته إلى تأثره بالهمذاني منوها بفضله في هذا الفن إلا أنه عاد في المقامة السابعة والأربعين فادعى لنفسه التفوق عليه على لسان بطله السروجي.

أما كتاب “تزيين الاسواق بتفصيل أشواق العشاق” للعلامة داود الانطاكي الضرير فيبحث في الترغيب بالعشق والحث عليه وبيان مراتبه وذكر من فارقت روحه ويبين مقدم الكتاب باسل عيون السود أن الأنطاكي وقع على كتاب أسواق الأشواق للبقاعي الذي اختصره فهذبه وأسقط منه ما لم يره مناسبا وزاد على أصله فجاء عمله حسن الترتيب والتبويب وأخرجه بقالب جديد على خمسة أبواب وخاتمة تضم لطائف مع نكت متفرقة تتعلق بالعشق.

ويعد كتاب تزيين الأسواق تأريخا لأدب العشاق استمد الموءلف مادته من عدة مصادر ذكرها في ثنايا كتابه مثل “لغة الاشفاق في ذكر أيام العشاق” لابن رشيق و”جلاء الاذهان في منتخب شعر قتلى الحسان” و”منازل الأحباب” للشهاب محمود و”نديم المسامرة” للمقدسي و”نزهة المشتاق ونزهة النفوس” وغيرها.

ويقدم الدكتور محمد رضوان الداية في “موشحات أندلسية” تعريفا بالموشح الأندلسي منذ بداياته المعروفة التي وصلت إلينا إلى خواتيم حياة الفكر والفن في فردوسنا القديم مبينا أن الموشح الأندلسي يتألف من توالي جزأين من الموشح يتكرر مثلهما وزنا وايقاعا وقوافي داخلية وظهر في الأندلس مع القرن الثالث الهجري بعد نشاط موسيقي عال إثر دخول زرياب إلى الاندلس قادما من المشرق محركا لنهضة غنائية موسيقية.

وكشف الكتاب أن الذي نظم الموشحات وكتبها بالعربية هم شعراء الأندلس واضافوا اليها احيانا العامية والاعجمية لافتا إلى أن هنالك بعض شعراء العصر الحديث حاولوا رد الموشح إلى التطور الطبيعي للنظم العربي بصفة ان هذا الفن الاندلسي يرتكز الى اصول مشرقية.

ومن اصدارات مديرية التراث كتاب بعنوان “المختار من كتاب ثمار القلوب في المضاف والمنسوب للثعالبي” من اختيار وتقديم الدكتور وسام قباني مبينا ان هذا الكتاب أحد الكنوز الادبية التي أغنت تراثنا العربي في مرحلة متقدمة حيث يناقش الثعالبي فيه موضوعا طريفا جديدا لم يسبق اليه وهو المضاف والمنسوب بأسلوب يتسم بجمال التأليف وشرف الغاية منتخبا شواهد من فرائد الادب وجوامع الكلمة وبدائع الحكم لذلك اطلق عليه ثمار القلوب.

وفي كتاب بعنوان “شاعرتان من مرة عفيفة وحرة” تقصى حسن شعبان حمد الذي اختار الموضوع ما تبقى من سيرة ليلى بنت لكيز وجليلة بنت مرة في ذاكرة المراجع والمصادر القديمةل افتا إلى اختلاف الروايات التي رصدت سيرتهما ونقلت أخبارهما مرجحا رواية على أخرى ولكن ضعف الأسس المنهجية والترابط البنيوي في الكتاب أخرجه من حيز الدراسة إلى السرد العادي.

وقال أحمد عكيدي مدير مديرية إحياء التراث لسانا نسعى لإعادة نشر التراث من أجل الاطلاع على ثقافتنا وتاريخنا الأدبي العريق وصياغته بأسلوب مقرب للذائقة الشبابية حتى تترسخ حضارتنا بذاكرة أبنائنا من أجل مستقبل ثقافي مشرق مضيفا ان المديرية تنشر ما يتقدم إليها بهذا الخصوص في حال توفرت فيه الشروط المنهجية حتى إن اختلفت أو ضعفت وتباينت من كتاب لآخر.

محمد الخضر /شذى حمود

انظر ايضاً

إصدارات في اللغة والمعاجم وأدب الرحلات جديد سلسلة قطوف التراثية

دمشق-سانا تتابع سلسلة قطوف التراثية التي تصدرها دوريا مديرية إحياء ونشر التراث العربي في الهيئة …