الشريط الإخباري

إصدارات في اللغة والمعاجم وأدب الرحلات جديد سلسلة قطوف التراثية

دمشق-سانا

تتابع سلسلة قطوف التراثية التي تصدرها دوريا مديرية إحياء ونشر التراث العربي في الهيئة العامة السورية للكتاب تقديم مطبوعات جديدة تهدف الى تعريف القارئء العربي غير المختص بنصوص ميسرة من عيون التراث.

وعن هذه الإصدارات قال مدير إحياء التراث الباحث أحمد العكيدي “تأتي هذه الإصدارات في سلسلة متجددة لنبقى على صلة مع تاريخنا الأدبي العريق الذي يعتبر رافدا كبيرا لكتابنا ومثقفينا حيث تم انتقاؤها على أيدي نخبة من الباحثين والناقدين الذين سلطوا الضوء على عبقريات لها قيمتها في التاريخ”.

أولى هذه الإصدارات الجديدة كتاب بعنوان “من كتاب تصحيح التصحيف وتحرير التحريف” لمؤلفه صلاح الدين أبو الصفا الصفدي الدمشقي حيث اختاره وقدم له الدكتور عادل فريجات والذي عالج فيه المؤلف الأخطاء اللغوية التي وقع بها ابناء عصره مبوبا بحثه بحسب ترتيب الأحرف الأبجدية مبينا حالات الخطأ وتصحيحها كقولهم اجتمع فلان مع فلان والصواب اجتمع فلان وفلان.

وأشار فريجات إلى أن الصفدي صوب كثيرا من أسماء الشعراء مثل البحتري الذي كان يلفظ بفتح التاء فحركه بالضم والمثقب العبدي وليس المنقب وغيرهم ايضا إضافة إلى أنه صحح كثيرا من روايات الشعر المغلوطة كما اهتم في كتابه بمسائل النحو الصرف وكانت شواهده على ما يذهب إليه من القرآن الكريم والحديث الشريف والشعر القديم لكنه لم يراجع كتابه ولم يدقق فيه بدليل أنه قام بتكرار بعض الفقرات فخالف ما جاء ببعض المعاجم ووقع في بعض الأغلاط.

وذكر فريجات أن مؤلف الكتاب الصفدي الدمشقي والده أمير مملوك ولد في صفد احدى مدن فلسطين عام 696 هجرية وتتلمذ على أيدي علماء من حلب والقاهرة ودمشق ومنهم السبكي وابن نباتة المصري وغيرهم توفي في الطاعون الذي أصاب مصر والشام عام 664 هجرية وهو مؤرخ وصاحب تراجم ومن كتبه الوافي بالوفيات وأعيان العصر وأعوان النصر فضلا عن كونه شاعرا ومن شعره قصيدته اللامية التي يقول فيها.. “الحد في الجد والحرمان في الكسل .. فانصب تصب عن قريب غاية الأمل واصبر على كل ما يأتي الزمان به .. صبر الحسام بكف الدارع البطل” أما كتاب رحلة ابن جبير الذي أصدرته مديرية إحياء ونشر التراث العربي واختاره وقدمه أحمد سعيد هواش سلط الضوء على هذا الرحالة العربي الأندلسي الذي تبحر في التاريخ والجغرافيا فضلا عن علوم الفقه والحديث .

وأوضح معد الكتاب أن ابن جبير هو أبو الحسين محمد بن احمد بن جبير الكناني الأندلسي الشاطبي البلنسي ولد في بلنسية وسمع العلوم عن أبيه في شاطبة واخذ القرآن عن أبي الحسن بن أبي العيش وكان من علماء الأندلس في الفقه والحديث والأدب وأحاط في أخبار غرناطة ونظم الشعر بشكل مقنع.

وسرد ابن جبير في كتابه رحلاته وأسفاره التي شملت حوض البحر المتوسط وشبه الجزيرة العربية ووادي النيل واصفا خلالها المدن والأقاليم التي زارها وانطباعاته عنها ومناقبها فقال عن دمشق “جنة المشرق ومطلع حسنه المؤنق المشرق وهي خاتمة بلاد الإسلام التي استقريناها وعروس المدن التي اجتليناها والله صدق القائلين عنها إن كانت الجنة في الأرض فدمشق لا شك فيها”.

في حين قدم الدكتور شوقي المعري “معجم ألفاظ الطعام والأمراض في تاج العروس” مبينا أن المكتبة العربية تفتقد للمعاجم التي تضم ألفاظا محددة في موضوع ما وإن كان بعض القدماء قد خص بعضا منها وأن من اهتم بالمعاجم المتخصصة أفاد ممن ألف معاجم كبيرة فكانت مع غيرها تشكل مادة لهذه المعاجم مثل تاج العروس ولسان العرب.

وجاء الكتاب محاولة لرصد ألفاظ الطعام التي كانت مستعملة في العصور الخوالي وما من شك أن قراءة هذه الألفاظ تلقي الضوء على طبيعة الإنسان من حيث الطعام الذي يلازمه منذ ولادته حتى وفاته حيث رصد المعري الكلمات التي تبين طبيعة نوع الطعام وأهم المواد الرئيسية التي تدخل في صناعته مثل الحبوب واللبن والحبوب والخبز لافتا إلى أن الألفاظ التي استعملت للتعبير عن الطعام تنوعت بحسب الخلطة وإلى تكرر عدد كبير من المعاني لنوع واحد كاللبن والخبز واللحم.

وعبر الإصدارات المتنوعة التي تقدمها سلسلة قطوف والتي وصل عددها إلى ثلاثة عشر إصدارا يرى النقاد أنها ثمرة تفاعل بين ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا حيث قال الناقد رضوان هلال فلاحة إن هذه السلسلة تأتي بشخصيات ثقافية تاريخية تعبر عن إرث أدبي وثقافي غني و متنوع يشكل قنوات تفاعل مثمر بين المستقبل الأدبي والفكري المنشود إبداعا وتطورا بناء وبين الماضي كمنبت أصيل وقاعدة تدعم النماء والتجدد”.

محمد الخضر

انظر ايضاً

سلسلة قطوف التراثية إصدارات متنوعة تقدمها للقراء مديرية إحياء ونشر التراث العربي

دمشق-سانا منذ أن أطلقت مديرية إحياء ونشر التراث العربي في الهيئة العامة السورية للكتاب سلسلة …