الشريط الإخباري

الجيوبولتيك أهم من «النووي»!!-بقلم: مهدي دخل الله

منذ سنوات يشغل الملف النووي الإيراني العالم، وهو ملف في حقيقته غير إشكالي ما دامت إيران عضواً في وكالة الطاقة النووية ومنتسبة إلى معاهدة منع انتشار السلاح النووي، لكن الجيوبولتيك – على ما يبدو – هو المشكلة الحقيقية خلف هذا الصراع الدبلوماسي..

تعلم الولايات المتحدة وحلفاؤها أنه يمكن مراقبة البرنامج النووي الإيراني عبر آليات وكالة الطاقة مع تعزيز الرقابة ومتابعتها بدقة، ولا حاجة حقيقية إلى هذه المفاوضات الماراثونية مع طهران، لكن الاهتمام «بالنووي» الإيراني يخفي خطة أمريكية (وأطلسية) ليسس لها علاقة مباشرة بهذا الملف.

أما وجود روسيا في مجموعة «5+1» فلأنها عضو دائم في مجلس الأمن، ولأنها تعزز حضورها في القضايا السياسية العالمية بما يفيد توجهات محور الاستقلال في العالم ومن ضمنه إيران.

ويعجب المراقبون من مدى الغزل الأمريكي لإيران مقابل تمنع طهران عن مقابلة الغزل بغزل مثله، السر هو في أن واشنطن تريد احتواء إيران بشكل أو بآخر من أجل إغلاق «الطوق الجيوسياسي» حول روسيا، ففي الحرب الباردة الجديدة أعادت الولايات المتحدة مفهوم «التطويق» إلى الحياة، وهجمت بالناتو إلى حدود روسيا «وروسيا البيضاء» الغربية ولنبدأ من الشمال نزولاً نحو الجنوب، هناك استونيا ولاتفيا وليتوانيا أعضاء في «ناتو»، ثم تليها بولونيا ورومانيا وبلغاريا، ثم نحو الشرق هناك تركيا، وهذه الدول كلها تحيط بروسيا وهي أعضاء في الحلف الأطلسي، تأتي بعد تركيا باتجاه الشرق الآسيوي إيران، وبعدها أفغانستان وباكستان وهما دولتان تحت النفوذ الأمريكي داخل «الطوق» ولا يبقى لروسيا منفذ باتجاه أوروبا، أما باتجاه آسيا فتبقى منغوليا والصين في أقصى الشرق. إيران هي الفجوة المهمة في هذا الطوق لأن منها يمكن لروسيا العبور إلى الشرق الأوسط وآسيا.

عرضت واشنطن على طهران إغراءات عدة لإغلاق هذه الفجوة، أي لانضمام إيران إلى النفوذ الأمريكي، من هذه الإغراءات مشروع خط غاز إيراني عبر تركيا وبلغاريا إلى أوروبا إضافة إلى «غض الطرف» عن البرنامج النووي.

حاولت تركيا لعب دور في عملية جذب إيران (لنتذكر القمة الإيرانية – التركية قبل فترة)، لكن طهران رفضت بقوة هذا المخطط وإغراءاته، وقامت بتعزيز ترابطها العضوي مع جارتها الشمالية روسيا عبر اتفاقات في قطاع الطاقة وغيرها، وكل المؤشرات تؤكد اليوم أن على أمريكا أن تدفن حلمها باحتواء إيران نهائياً.

صحيفة تشرين

انظر ايضاً

مهدي دخل الله خلال ندوة دولية: التحالف السوري الروسي استراتيجي

دمشق-سانا جدد عضو القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي الدكتور مهدي دخل الله موقف سورية …