الشريط الإخباري

عندما لا ينفع الندم-صحيفة تشرين

كان واضحاً منذ البداية، وبالتأكيد الآن اتضح أكثر، أن ما يسمى «معارضة» سورية في الخارج ليست أكثر من ظواهر صوتية نشاز ومأجورة أنيطت بها مهمة تشكيل غطاء لتسويغ ما يجري في الداخل السوري من إرهاب وهابي إخواني تفرعت عنه فيما بعد «داعش» و«النصرة» و«الجبهة الإسلامية» وغيرها من الأفرع المصنفة دولياً إرهابية على الرغم من تبّدل مسمياتها.

مناسبة هذا الكلام الآن هو إصرار هذه «المعارضة» المنضوية تحت ما يسمى «الائتلاف» على التبجح، وإطلاق الاشتراطات، وقبول هذا ورفض ذاك، على الرغم من أن الكل يعلم –وهي في المقدمة- أن لا قرار ولا إرادة لها، وأنها تفعل ما يطلب منها من دون زيادة أو نقصان، وتقبض ثمن هذا الفعل، وتنصرف إلى فنادقها الفاخرة وغرفها المخصصة للعملاء حصراً.

قبل ثلاثة أيام، وعلى سبيل المثال، انبرى أحد الأصوات النشاز المتحدثين باسم «الائتلاف» -كما يزعم – ليدافع عن جرائم «جبهة النصرة» في سورية وليقول: «نحن نبارك ما تقوم به الجبهة ونطالبها بالمزيد، فعناصرها سوريون ويحاربون النظام السوري».

لذلك يقول السوريون له ولأمثاله الفاقدين للوطنية والمعتقد والأخلاق: «جبهة النصرة» إرهابية مثلها مثل «داعش» وغيرها، وعناصرها السوريون على قلتهم مرتزقة وعملاء مثلكم، ولا مكان لهم ولكم بيننا، مكانكم في جانب آخر، أنتم تعرفونه وستلقون فيه عاجلاً وليس آجلاً.

السوريون يخوضون حرباً ضد الإرهاب والإرهابيين، وكل من يحمل السلاح ويقتل أبناءهم ويدمّر ممتلكاتهم هو إرهابي ولا تعريف غير ذلك للإرهابيين في بلدهم.

إضافة إلى ذلك هل هناك من عاقل على وجه الأرض يظن أن السعودية وقطر وتركيا يمكن أن تدعم مناضلين ومعارضين حقيقيين؟ فهذه الدول في تركيبة أنظمتها الوهابية الإخوانية لا تفرّخ سوى الإرهاب والإرهابيين، ولا يمكن النظر إليها سوى من منظور عصور الظلمات، ومن زاوية أن حكامها خرجوا للتو من الكهوف.

و«الائتلاف» ومعه كل التنظيمات الإرهابية في سورية تموّل وتسلّح من قطر والسعودية، وتعمل برعاية تركية كاملة، والسوريون يعرفون ذلك، ويخوضون حربهم على الإرهاب وهم يأخذون هذه الحقيقة في الحسبان، ولن يطول الوقت كثيراً حتى يعلنوا انتصارهم في هذه الحرب، عندها لن ينفع الآخرين الندم.

بقلم: عز الدين الدرويش

انظر ايضاً

الدرس الذي لن ينسوه-صحيفة تشرين

تشير التقارير الغربية المنسوبة لمصادر مطلعة ومتابعة للأوضاع في المنطقة إلى أن حكام الرياض الجدد …