الشريط الإخباري

بالون القوة المشتركة-صحيفة الثورة

القادة العرب في جامعتهم، أطفال يمارسون لعبة نفخ البوالين… مجلس دفاع مشترك… وحدة اقتصادية… سوق عربية مشتركة… إلخ… كلها كانت أشبه ببالونات الأطفال، اضمحلت وتفجرت من القزمية العدمية، وليس من التضخم.

من نتف تلك البوالين تلملم جامعة الدول العربية المصادر ومن مشيخات الخليج اليوم مشروعاً لقوة عسكرية عربية مشتركة!. وسواء قرأنا في الخطوة أهدافاً مشبوهة، نظراً للظرف المحيط بها والمشجعين عليها والناطق باسمها «نبيل العربي»… أم قرأنا فيها براءة المحاولة رغم سذاجتها… هي لا تتعدى بالوناً صغيراً سيتكفل الزمن غير البعيد بتبديده.‏

منذ اليوم يجد صانعو البالون الصغير أنفسهم أمام مجموعة مآزق أهمها، تحديد الهدف من انشاء هذه القوة العتيدة المتروكة لمبادرة الدول العربية للمساهمة فيه!!! سبحان الذي خلقها من دول، لا حول لها ولا قوة إلى درجة انسحابها من المعركة تاركة للعدو كل شيء، حتى أنها تخشى مسّه بكلمة. وقد بادر العدو الصهيوني فرحب بالخطــــــوة!!! على وقـــــع قصف جيـــــــوش الـــــــدول العربية لليمن السعيد جداً…!! ولا يخفى على عاقل العلاقة المباشرة بين العدوان الصارخ على اليمن والدعوة لإنشاء القوة العربية المشتركة العتيدة.‏

وزير الدفاع الأميركي أعرب بالأمس عن دعمه لإنشاء قوة عربية موحدة لمواجهة التحديات في المنطقة!! طبعاً الكل يعلم أنه لا يرى في العدو الصهيوني وتعديه المستمر على العرب، واحتلاله الأراضي العربية، وقضمه الأراضي الفلسطينية بالاستيطان وطرد السكان الأصليين منها… و… و… أي تحد أمني للمنطقة!؟.‏

قوة عربية موحدة تقوم بمبادرة السعودية وفي إطار جامعة التخلف العربي، يرحب بها العدو الصهيوني، ويدعمها وزير الدفاع الأميركي… ضد من ستتوجه هذه القوة العتيدة…؟ للاستقواء على البلدان العربية أم ضد إيران…؟!‏

هكذا يوحي المشهد بوضوح، وهذا ما يجعلني أنظر للمسألة من معيار أنها لا تتعدى كونها نفخاً لبالون حقير مشوه…‏

أيها الأعراب الخرفون والمتخلفون: وإذ أنتم منشغلون بتلقين الدرس لليمن والاصطفاف خلف جِمال الخليج ونفخ بوالينكم المشوهة بوجه إيران… تجلس الدولة الجارة… المدافعة عن القضايا العربية… المواجهة لتحديات المنطقة… وفي مقدمتها التحديان الإرهابي والصهيوني… على المقعد المواجه لكبرى دول العالم «6+1»… تفاوضهم الند للند… وتدافع عن حقوقها وحقوق شعوب المنطقة في التقدم والنمو وتسخير العلم لتطورهم، غير مترددة ولا خائفة. هل تظنون أن بالونكم القزم سيخيف هكذا دولة؟!.‏

بل أنتم الخائفون من تقدم إيران ومقدراتها العلمية والصناعية… ومعكم يواجه الحيرة نفسها كل الطامعين بهذه المنطقة.‏

أيها الأقزام: من جدّ وجد… ومن سار على الدرب وصل… وبين الحقيقة والادعاء مسافات تقاس بالسنوات الضوئية.‏

بقلم: أسعد عبود

انظر ايضاً

المبادرات والحلقات المفرغة…صحيفة الثورة

لا وضوح فعلياً في المبادرات المحتملة التي يتم الحديث عنها حول المســــألة السورية، وضمن ذلك …