الشريط الإخباري

بعد تجاذبات وتصريحات عنصرية ضد الفلسطينيين … الإسرائيليون يختارون أعضاء الكنيست المتنافسين في التشدد والعدوانية

القدس المحتلة-سانا

وسط تجاذبات بين تيارات وأحزاب صهيونية تحمل تسميات مختلفة لكنها تتشابه في الغاية والمضمون وبعد برامج انتخابية تمثلت بإطلاق التصريحات العنصرية والعدوانية ضد الفلسطينيين والعرب بدأت اليوم في كيان الاحتلال الإسرائيلي عملية الإدلاء بالأصوات لاختيار أعضاء الكنيست والتي ستحدد مصير رئيس الحكومة الحالي بنيامين نتنياهو الذي يواجه منافسة مما يسمى المعسكر الصهيوني الذي يتزعمه اسحق هرتسوغ.

نتنياهو الذي قدم نفسه على أنه “الضامن لأمن” الكيان الإسرائيلي وسارع مع زوجته بعد بضع دقائق فقط من فتح الصناديق للاقتراع في إحدى مدارس القدس المحتلة حاول بعد الإدلاء بصوته أن يستقطب بعض الشخصيات والأحزاب للتحالف معه رغم أنه استبعد ذلك في البداية إذ صرح مباشرة بأنه سيتصل بعد الانتخابات قبل كل شيء بـ نفتالي بينيت متزعم البيت اليهودي ومن أسماهم أصدقاءه في “المعسكر الوطني” مشدداً على أنه “لن تكون هناك حكومة ائتلافية مع حزب العمل”.

من جانبه وبعد أن أدلى بصوته اعتبر رئيس المعسكر الصهيوني هرتسوغ أن الخيارات هي بين “التغيير والأمل واليأس وخيبة الأمل” محاولاً التأكيد أنه هو من يحمل التغيير والأمل ولذلك على الإسرائيليين أن “يعطوه التفويض بكل قوة لكي يقيم الحكومة ويخطو بالكيان في اتجاهات وصفها بالجيدة أكثر في حين رأت تسيبي ليفتي وهي الشخصية الثانية في المعسكر الصهيوني التي تنازلت أمس عن التناوب في منصب رئيس الحكومة أن “الساحة عبرت عما نناضل من أجله فهذا صراع بين الصهيونية والتطرف”.

وتبرز في الانتخابات الصهيونية الحالية حالة الشرذمة وظاهرة الأحزاب التي ستشكل “بيضة القبان” فيما يخص التحالفات لتشكيل الحكومة حيث ستلعب الأحزاب المتوسطة والصغيرة التي تأتي خلف الليكود والمعسكر الصهيونى دورا كبيرا في ذلك بالإضافة إلى قدرة حزبي ياحد بزعامة ايلي يشاي وميرتس بزعامة زهافا غال اون على تجاوز نسبة الحسم من عدمه وفى حال تم ذلك سيمتلك كل واحد منهما 4 مقاعد.

وعلى ضوء تشتت للأصوات بين إحدى عشرة لائحة على الأقل من اليمين واليسار والوسط والأحزاب الدينية المتشددة فإن تأليف الأغلبية المقبلة أمر صعب التوقع إلا أن ذلك لم يمنع رئيس حزب “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان بعد الإدلاء بصوته من دعوة الإسرائيليين “إلى الخروج والتصويت لأي حزب صهيوني لأنه من المهم الحفاظ على الشكل والطابع اليهودي والصهيوني لإسرائيل”.

وبالنظر إلى المشهد الداخلي الإسرائيلي فإن المنافسة تبدو على أشدها بين ما يوصف باليمين المتطرف الذي يتزعمه نتنياهو عن حزب الليكود وحلفاؤه من أفيغدور ليبرمان وأحزاب متشددة وما يسمى المعسكر الصهيونى بزعامة اسحاق هرتسوغ وتسيبى ليفني والذي تشير المعطيات إلى أنه سيحصل على ما بين 24 و26 مقعدا من أصل 120 مقعدا فى الكنيست مقابل 20 إلى 22 لحزب الليكود.

ويظهر كلا الجانبين مواقف أكثر تشددا حيال القضية الفلسطينية حيث كان لافتا في هذا السياق أن يختتم نتنياهو حملته الانتخابية بزيارة للمستوطنة المسماة هار حوما المقامة على جبل أبو غنيم في القدس المحتلة للتأكيد على موقفه القائم على تكريس الاستيطان في المدينة المقدسة وخططه التهويدية الممنهجة حيالها حيث رفض أى حل قائم على الاعتراف بالحقوق الفلسطينية وتعهد بعدم إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس وكل ذلك ضمن محاولاته لكسب ود الناخبين المتشددين.

وستتضح تشكيلة أعضاء الكنيست العشرين ليل اليوم على أن تبث الشبكات التلفزيونية الإسرائيلية أولى نتائج استطلاعات الرأي لدى الخروج من مراكز التصويت فور إغلاق المراكز مساء إلا أنه مهما اختلفت الأسماء والشخصيات التي قد تصل إلى رئاسة حكومة الاحتلال فإن الشكل والاسم لا يغيران المضمون القائم على الإرهاب وسفك الدماء وزعزعة استقرار المنطقة الذي يتنافس جميع المسؤولين الإسرائيليين لتصدره.