الشريط الإخباري

أم رواق..مناخ لطيف وآثار تعود لمختلف العصور

السويداء – سانا

تقع  قريبة “أم رواق” على السفح الشرقي لجبل العرب على ارتفاع نحو 1460 مترا عن سطح البحر وتمتد إلى الشرق منها سهول واسعة تنتهي إلى  بادية الحماد شرقا.

وأخذت “أم رواق” اسمها  من أروقة بيوتها  الحجرية القديمة البارزة  حيث  تتميز بوجود الرواق وهو بناء حجري يحمل في سقفه قوسا يتقدم المنزل فيما ترجع مصادر أخرى الاسم إلى المناخ اللطيف الذي تتمتع به هذه القرية الجبلية الوادعة.

وإعمار القرية قديم وهي غنية بالآثار التي تعود إلى العصور النبطية والرومانية والبيزنطية والعربية الإسلامية كما يشير الباحث في آثار المنطقة “وليد أبو رايد” لافتا إلى أنها تضم العديد من المعالم الأثرية والبيوت القديمة والمغاور التي مازال بعضها قائما إلى الآن إلى جانب عدد من النقوش اليونانية ونقش صفائي موجود على صخرة ثابتة حيث تكثر هذه النقوش في موقع الدياثة الأثري المجاور للقرية .

ويذكر “أبو رايد” أن القرية تشتهر بالعديد من ينابيع المياه التي تعود إلى عصور البرونز أو التي كانت تتفجر خلال مواسم الأمطار الوفيرة وأبرزها نبع “عين عباس” الذي يقع إلى الجنوب الشرقي من القرية بنحو500 متر أما نبع “عين القطا” الأثري الذي كان يشكل مصدرا مهما للحياة ويعود لعصر البرونز فيقع ضمن مجموعة آثار تشكل موقعا متكاملا تمت دراسته وتوثيقه في كتاب تاريخ وآثار محافظة السويداء خلال العصر البرونزي بالإضافة لدراسة هذا الموقع من قبل البعثة الفرنسية العاملة في سورية برئاسة فرنك بريمر.

كما تشتهر “أم رواق” بوجود مطخ أثري كبير دلو من الطين كان يتم فيه تجميع المياه لأغراض السقاية و يدعى محليا سوق الخضرا ويتألف من عدة محلات آثارها ظاهرة بشكل واضح  وقد حفرت إلى الشرق منه بركة ماء لخدمة رواده ومواشيه وتم إبان الاحتلال العثماني شق طريق بالقرب منه يدعى درب السلطان وطريق آخر نحو نبع عين القطا الذي قامت دائرة آثار السويداء بتوثيق آثاره.

وتتميز منازل القرية القديمة بأنها مبنية من الحجر البازلتي المحلي الموجه والمشذب بشكل متلاصق على سطح صخري واسع وأقواسها مبنية من حجر منحوت بدقة متناهية ويذكر الباحث فرانك بريمر الذي زار المنطقة بأن منازل القرية القديمة يعود تاريخها إلى عصري البرونز القديم والوسيط وبينها منزل كبير شبه دائري مبني من حجارة البازلت وجدرانه سميكة ومسقطه شبه دائري يتألف من غرفتين على الأقل وفراغ دائري صغير في جزئه الغربي حيث يعد هذا البناء من النموذج المغروس في السفح كبرج عريقة ومدفن الغارية.

كما تشتهر “أم رواق” التي يحدها من الشمال قريتي الكسيب وطربا ومن الجنوب قرية العجيلات ومن الغرب قرية الطيبة بزراعة الأشجار المثمرة وأهمها التفاح حيث تحولت الأراضي الغربية من القرية التي تبلغ مساحتها نحو 20 ألف دونم إلى غابات من التفاح الذي يقدر عدد أشجاره نحو عشرين ألف شجرة إلى جانب أشجار العنب واللوزيات بالإضافة لزراعة المحاصيل الحقلية كالقمح والشعير اللذين تتم زراعتهما إلى الشرق من القرية وقد ساعد في  تطور زراعة الأشجار المثمرة حفر العديد من آبار المياه  في المنطقة.

سهيل حاطوم