الشريط الإخباري

باحثون اجتماعيون روس..ثقة الروس برئيسهم لا تزال ثابتة إلى حد كبير

موسكو-سانا

أكد باحثون اجتماعيون روس ثبات تعاضد الروس حول سياسة رئيسهم فلاديمير بوتين مشيرين إلى أن مستوى استحسان نهجه الذي قفز على خلفية انضمام القرم بقي في الشهر الجاري عند نسبة 85 بالمئة رغم أزمة هبوط سعر صرف الروبل الروسي.

ورأى الخبراء أنه بينما كانت قضايا السياسية الخارجية خلال العام 2014في مقدمة اهتمامات المواطنين فإن الوضع في عام 2015 سيتبدل ومع ذلك سيعلق الروس آمالهم على الرئيس.

ونقلت وكالة تاس عن مركز ليفادا الروسي لدراسة الرأي العام نتائج استحسان سياسة بوتين والثقة به في كانون الأول الجاري حيث أعرب 85 بالمئة من المستطلعين عن ثقتهم ببوتين وهي نفس النسبة التي كانت في شهر تشرين الثاني الماضي قبيل بدء أزمة الروبل في السوق المالية ومنذ آذار الماضي لم تنخفض درجة شعبيته عن 80 بالمئة.

واختار المشاركون في استطلاع مركز دراسة الرأي العام الرئيس بوتين كـ سياسي العام للمرة السابعة فيما اختار المستطلعون لصندوق الرأي العام للمرة الرابعة الرئيس الروسي كـ سياسي العام.

وفي الوقت نفسه أصبح الروس ينظرون على نحو أفضل إلى معظم المؤسسات الحكومية التي ترتبط بسياسة بوتين فوفقا لبيانات مركز ليفادا ارتفع أيضاً خلال العام مستوى استحسان نشاط مجلس الدوما من 36 بالمئة في كانون الماضي إلى 52 بالمئة في كانون الأول الجاري كما ازدادت شعبية رئيس الحكومة ديميتري ميدفيديف من 48 إلى 63 بالمئة والحكومة من 43 إلى 60 بالمئة والسلطات الإقليمية من 54 إلى 60 بالمئة.

وأشار المركز إلى أنه كان من الصعب على المرء تصور ذلك في شهر كانون الأول من عام 2011 أثناء التظاهرات الحاشدة للمعارضة في روسيا.

وفي سياق متصل أشار الباحثون الإجتماعيون الروس إلى هناك مؤشرات عديدة أخرى على التعاضد السياسي الاجتماعي للروس في العام 2014 فعلى سبيل المثال كان يجري تصويت جميع الكتل البرلمانية في مجلس الدوما حول المسائل الهامة بالإجماع تقريبا أما الاحتفالات بعيد وحدة الشعب الذي يصادف في 4تشرين الثاني فإنها للمرة الأولى خلال عشر سنوات من اعتماد هذا العيد رسمياً لم تتسم بمسيرات المتعصبين قوميا التي كانت تبث الذعر في المجتمع وإنما شهدت مسيرة حاشدة جداً تحت شعار نحن متحدون بمشاركة كافة القوى السياسية في البلاد.

وأشارت صحيفة روسيسكايا غازيتا الروسية في عدد الأمس إلى أنه ربما للمرة الأولى خلال حقبة ما بعد انهيار الاتحاد السوفييتي شعرنا عفوياً بأننا أمة موحدة وشعب روسي موحد.

وأشار الباحثون إلى أن المشاكل الداخلية في روسيا كانت بالنسبة لسكان البلد في الدرجة الثانية من الأهمية.

وأهم أحداث المرحلة الأخيرة التي يرصدها مركز ليفادا شهرا تلو آخر تجلت في انضمام القرم لروسيا الاتحادية وأحداث أوكرانيا بما في ذلك في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين المعلنتين ذاتيا.

وينظر مواطنو روسيا إلى المعارك في جنوب شرق أوكرانيا والعقوبات الغربية على أنها عدوان موجه ضدهم.

ونقلت لايف نيوز عن مدير عام مركز الإعلام السياسي ألكسي موخين قوله..”إن العقوبات والضغط السياسي الخارجي العام على روسيا يزيد في واقع الأمر من دعم الرئيس فمن الملاحظ أن الضغط على روسيا وفلاديمير بوتين شخصياً يدفع تصنيفه إلى الأعلى بإطراد”.

وفي حديث نشرته صحيفة كوميرسانت الروسية أعلن مدير مركز ليفادا أن انضمام القرم والأزمة الأوكرانية بدلا فجأة الوضع بخصوص موقف السكان من السلطة.

وقال فلاديمير بيتوخوف مدير مركز الدراسات الاجتماعية المتكاملة في معهد علم الاجتماع التابع لأكاديمية العلوم الروسية فلاديمير بيتوخوف لوكالة تاس
“لقد انصبت اهتماماتنا طيلة العام على أحداث أوكرانيا وليس على القضايا الداخلية في روسيا ولكن هذا الأمر سينتهي قريباً حيث ستتراجع قضايا القرم وأوكرانيا والعقوبات الغربية من المقدمة إلى المشهد الخلفي وستتصدر القضايا الاجتماعية اهتمامات المواطنين وبالدرجة الأولى إصلاحات الرعاية الاجتماعية والتعليم التي تخص جميع السكان الفقراء والأغنياء على السواء.

في ربيع هذا العام طرأ ازدياد ملحوظ على تأييد المؤسسات الحكومية في ضوء الحماس الوطني المرتبط بانضمام القرم أما اليوم فتتزايد مشاعر القلق من جراء القضايا المتعلقة بالقطاع الاجتماعي والاقتصاد وتتوجه أنظار المواطنين من جديد إلى الدولة والرئيس الذي يعلقون عليه آمالهم.