الشريط الإخباري

نتائج جديدة تتوصل لها رسالة دكتوراه حول معايير التصميم الزلزالي في سورية

حمص-سانا

تعرض المنطقة العربية عموماً ومنطقة حوض المتوسط على وجه التحديد لعدد من الهزات الزلزالية في الآونة الأخيرة دفع طالبة الدكتوراه المهندسة ميس غصون لدراسة وتحليل تأثير تغير سعات الاهتزاز في الخصائص الديناميكية للجسور البيتونية المسلحة في رسالة الدكتوراه التي ناقشتها مؤخراً في كلية الهندسة المدنية بجامعة البعث.

وأوضحت الدكتورة غصون في حديثها لنشرة سانا الشبابية أن الرسالة التي نالت عليها درجة 94 بالمئة بتقدير امتياز هي “دراسة مقارنة واسعة لحالة تغير التخامد وحالة ثباته” مشيرةً إلى أنها توصلت إلى أن قيمة التخامد متغيرة وليست ثابتة أثناء التحليل الديناميكي ووجود أثر كبير يصل إلى 50 بالمئة في القوى التصميمية الزلزالية مما يقدم مؤشراً مهماً لضرورة أخذ التغير بالاعتبار لصالح أمان المنشآت ولإعادة النظر بالقيم المعتمدة في الكود العربي السوري.

وأوضحت أن الرسالة قدمت دراسة تحليلية وعددية معمقة لتغير سعات الاهتزاز في الجسور البيتونية المسلحة وعلاقتها مع الخصائص الإنشائية والديناميكية وأثر هذه التغيرات في الاستجابات الزلزالية مؤكدة أن أهمية البحث تأتي من تعرض المنطقة مؤخراً للعديد من الحركات الزلزالية ما يستوجب ضرورة تسليط الضوء على “أن الخصائص الديناميكية ليست ثابتة عند تعرض المنشآت لحمولات ديناميكية وزلزالية بمعنى أنها تتغير بدلالة سعات الاهتزاز”.

ولفتت إلى أن البحث يقترح علاقات مهمة تبين آلية التغير في الخصائص الديناميكية للجسور والأهم وضع برنامج تحليل ديناميكي يأخذ هذه المتغيرات بالاعتبار ويقدم فهما أعمق للسلوك الديناميكي المتوقع للمنشآت.

من جانبه ذكر الدكتور علي الجراش المشرف على الرسالة أن الأهمية الاستثنائية للرسالة تأتي مما تشهده منطقتنا مؤخراً من نشاط تكتوني متزايد ترصده مراكز الرصد الزلزالي التي سجلت في الأشهر الأخيرة عدداً كبيراً من الهزات الضعيفة والمتوسطة موضحاً أن الرسالة أثبتت عجز برامج التحليل الديناميكي الحالية عن محاكاة السلوك الزلزالي الفعلي للمنشآت واقترحت طريقة لإدخال تغير الخصائص الديناميكية تبعاً لسعات الاهتزاز في برنامج أباكوس.

وقال إن أهم نتائج هذا البحث تمثلت في الإثبات أن اعتبار التخامد متغير يؤدي إلى زيادة قوة القص القاعدي التصميمية بنحو 47 بالمئة عن تلك المعتمدة حالياً في التصميم الزلزالي وذلك في الحالات التي لا تزيد فيها السعة العظمى للمحرض الزلزالي على 5.2 أمتار الثانية مربع وهذا يعني ضرورة إعادة النظر في جميع مراجع وكودات التصميم الزلزالي التي تعتبر التخامد ثابتاً ومساوياً 5 بالمئة مع كل ما يتطلب ذلك من متابعة للأبحاث العلمية في هذا المجال من أجل وضع قواعد واشتراطات التصميم العملية السليمة المستندة على هذه النظرة الجديدة المختلفة جذرياً عما هو سائد حالياً في موضوع تصميم وإعادة تأهيل المنشآت الهندسية المقاومة للزلازل.

واختتم الدكتور المشرف بالقول إن “النتيجة المشار إليها في نهاية البحث المتعلقة بقواعد التصميم هي جديدة إقليمياً وعالمياً وليس على مستوى سورية فقط”.

هنادي ديوب