الشريط الإخباري

هلا علي تدخل عالم الأدب من بوابة روايات الحرب

دمشق-سانا

دخلت الدكتورة هلا أحمد علي عالم الأدب من بوابة الرواية محاولة عبرها أن تجسد فصولا من الحرب على سورية وما اجترحته من مآس سكنت وجدان السوريين معتمدة فيها على اطلاعها الواسع من ثقافات في الفلسفة وعلم النفس والعاطفة الإنسانية.

وعن سبب اختيارها رواية محورها الحرب الإرهابية لتكون باكورة رحلتها مع الأدب أعادت هلا ذلك إلى أن الحرب تعتبر عاملا مهما يسهم بشكل أساسي في تكوين الخيال عند الكاتب لأن التجارب التي مررنا بها نتيجة هذه الحرب وما وضعته أمامنا من صعوبات لا يمكن أن تمر دون أن تترك عظيم الأثر في لا وعينا وبالتالي سيجسد القلم ذلك كله.

كما أن تعدد الشخصيات والحالات في الحكايات التي أرادت هلا أن تكتب عنها تضيق بها القصة ما دفعها لأن تفرد لها مساحة أكبر تحققها الرواية مشيرة إلى أن للموهبة دورا حاسما في توجيه الكاتب نحو جنس أدبي بعينه.

وتضيف هلا: “لكل من الرواية وللقصة القصيرة وللقصيرة جدا دورها ومكانها وموقعها حسب ظرفها ومناسبتها فلا يمكن المفاضلة بينها وقد تكون قصة قصيرة جدا بصفحات قليلة جديدة أفضل من رواية ذات صفحات كثيرة فالعامل الأهم هو الدهشة إلى جانب الامتاع والإقناع”.

وترى هلا أنه في أي ظرف لا يمكن الاستغناء عن الأدب فهو لا يكف عن ممارسة دوره ليس في تصوير الواقع فحسب بل في صياغة تصورات عديدة له وهذا هو مكمن سحره من غير أن يزيف الواقع أو الحقيقة معتبرة أن الرواية الجيدة هي التي تتمتع بالصدق وتتجنب خداع القارئ.

وعما إذا كانت الرواية العربية عموما تمر في أزمة حاليا تعتبر هلا أن مستقبل هذا الجنس الأدبي لا ينفصل عن مستقبل الثقافة بشكل عام وعن الأوضاع العامة في عموم الأقطار العربية وما تشهده من حروب وأزمات وهي إن كانت برأيها تلهم الكتاب والشعراء إلا أن ما يقدمه هؤلاء يتطلب استقرارا ما يعين الكاتب على امتلاك وسائل وأدوات الإبداع.

هلا التي تدرس الفلسفة في جامعة تشرين تحذر من خطورة هيمنة ثقافة السرعة والاستعجال على جيل الشباب الحالي جراء انتشار مواقع التواصل التي سلبت منه الصبر على القراءات بسبب المنشورات القصيرة ومتعددة المضامين داعية الشباب إلى القراءة قدر المستطاع ضمن رؤية حذرة وناقدة لا تنظر إلى كل ما هو مطبوع بين دفتين بأنه غير قابل للشك.

يذكر أن هلا أحمد علي من مواليد دمشق حاصلة على إجازة في الفلسفة من جامعة دمشق عام 2000 وعلى دبلوم الدراسات العليا بالفلسفة من جامعة دمشق عام 2001 وعلى دكتوراه فلسفة في العلوم السياسية من جامعة فريدرك ألكسندر إيرلانغن نورنبرغ بجمهورية ألمانيا الاتحادية عام 2009 وهي أستاذ مساعد وعضو هيئة تدريسية حالياً بقسم الفلسفة في جامعة تشرين صدرت لها رواية إيميسا.

محمد خالد الخضر