محللون روس: النشاط الدبلوماسي الروسي يؤكد رغبة القيادة الروسية بتضافر الجهود لمكافحة الإرهاب

موسكو-سانا

رأى عدد من الخبراء والمحللين الروس أن ثلاثة أيام من السباق الدبلوماسي الماراثوني الذي بادر إليه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذا الأسبوع بينت وبكل جلاء رغبة وسعي القيادة الروسية لحشد وتضافر الجهود من أجل مكافحة الإرهاب وحل القضايا الإقليمية وبالدرجة الأولى الأزمة في سورية حلا سياسيا سلميا يرضي تطلعات الشعب السوري عبر حوار سيادي وبعيدا عن أي تدخل أجنبي.

وأعرب المحللون في مقابلات مع مراسل سانا في موسكو عن اعتقادهم أن هذا بالذات ما اكدته مباحثات القمة الثلاثية بين رؤساء روسيا وإيران وأذربيجان في باكو وكذلك لقاء بوتين مع رئيس النظام التركي رجب أردوغان في بطرسبورغ وأخيرا استقباله لنظيره الأرميني سيرج سيركسيان في موسكو اليوم مع الإشارة إلى أن سورية حاضرة على الدوام في جدول الأعمال الدولي للرئيس بوتين.

وأشار المحللون إلى أنه لا ينبغي توقع نتائج كبيرة من لقاء بوتين وأردوغان لأن أنقرة تجد نفسها بحاجة إلى دعم موسكو في هذا الظرف العصيب بالنسبة لها إلا أنها تبقى مع ذلك عضوا في حلف الناتو وتبقى توجهاتها غربية الطابع والاتجاه ولكن روسيا تسعى مع ذلك لأن تسود الواقعية في السياسة التركية وتكف عن التواطؤ مع الإرهابيين وتسهيل ارتكاب جرائمهم في سورية.

واعتبر الخبير السياسي في معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية أندريه آريشيف أن مواقف الرئيسين الروسي والتركي ما زالت متباعدة حول سورية وفق ما دلت عليه محادثاتهما بالأمس في بطرسبورغ الأمر الذي يؤكده استمرار انقرة بدعم المجموعات الإرهابية التي تحارب في سورية في حين تقوم القوى الجوية الروسية بطلب من الحكومة السورية الشرعية بالمشاركة في الحرب ضد الإرهاب.

وأشار آريشيف إلى أن هذا النهج التركي في السياسة يعود بالضرر على تركيا ذاتها حيث شهدت في الفترة الماضية عددا من العمليات الإرهابية التي أودت بحياة العشرات من المواطنين الأتراك ونمو روح التطرف.

وذكر المستشرق الروسي أن الجانب الروسي اقترح مرارا وتكرارا وما زال يقترح على تركيا العمل معا ويأمل أن تبدي تركيا مواقف بناءة تجاه سورية.

واعتبر آريشيف أن التعاون الروسي الإيراني الذي أكدت عليه القمة الثلاثية في باكو مؤخرا سوف يعزز العمل المشترك في مكافحة الإرهاب ويرفعه إلى مستويات أعلى وأكثر فعالية.

من جانبه قال الباحث في معهد الاستشراق ستانيسلاف بريتشين إن “هذا الكم الكبير من اللقاءات التي أجرها الرئيس بوتين خلال الأسبوع الأخير وفق صيغ مختلفة ومع مشاركين مختلفين سوف تؤءثر بصورة ما على جميع المسائل الخاصة بالشرق الأوسط بما فيها الازمة في سورية”.

وأكد الباحث الروسي أن ملف الأزمة في سورية كان أحد الملفات الرئيسية الحاضرة على طاولة اللقاء بين بوتين وأردوغان لأن هذه المسألة بالذات كانت تشكل حجر عثرة في المباحثات الروسية التركية واليوم تقف تركيا على مفترق طرق وتقدم تنازلات للتوصل إلى علاقات جيدة مع روسيا وهذا ما سيكون له منعكساته الإيجابية على الوضع في منطقة الشرق الأوسط عموما .

ورأى بريتشين ان هناك أسسا موضوعية لافتراض أن القمة الروسية التركية في بطرسبورغ سيكون لها تأثير كبير على الموقف التركي تجاه الأزمة في سورية لأن تركيا بحاجة ماسة لاستعادة العلاقات الاقتصادية والسياسية مع روسيا في ظروف الانتقادات الغربية وتدهور العلاقات التركية الأوروبية وهذا ما سيضطرها لتقديم تنازلات أمام روسيا.

بدوره قال المستشرق يوري مافاشيف رئيس مركز دراسة تركيا المعاصرة أن لقاء بطرسبورغ يتميز نوعيا عن جميع اللقاءات السابقة بينهما إذ ان الجانبين آخذا بعين الاعتبار النتائج السلبية للعلاقات الروسية التركية في الآونة الاخيرة وأدركا وجوب وضع القضايا السياسية وليس الاقتصادية في مركز الاهتمام موضحا أن المعلومات التي رشحت عن اللقاء تشير إلى وجوب قيام انقرة بخطوات معينة وعدم الاقتصار على إعلان النوايا.

وأعرب مافاشيف عن ثقته التامة بأنه سيتم إيجاد صيغة محددة مقبولة لسورية وروسيا وتركيا تلتزم انقرة بموجبها باحترام مصالح الشعب السوري ودولته المستقلة ذات السيادة وكذلك مصالح روسيا الاتحادية التي تؤيد السلطة الشرعية الدستورية في سورية.

وأشار الباحث الروسي إلى أنه لم يكن من قبيل الصدفة ان بوتين شدد في بطرسبورغ على أنه دعم أردوغان باعتباره الرئيس الشرعي لتركيا وهذا يعني أنه ينبغي على أردوغان نفسه احترام الحقوق الدستورية لسورية واحترام سلطتها الشرعية بموجب احكام القانون الدولي.

بدوره قال رئيس المركز الاعلامي الاورواسيوي الكسي بيلكو أن لقاء بطرسبورغ كان مكرسا للعلاقات الاقتصادية والحوار السياسي بين روسيا وتركيا ومما له دلالة بالغة ان تركيا اعترفت رسميا بخطيئتها المرتبطة باسقاط القاذفة الروسية التي كانت تنفذ عملية لمكافحة الارهاب في سورية وهذا الاعتراف هو الذي فتح الطريق امام استئناف الحوار بين الجانبين .

واشار بيلكو إلى أن مؤشرا مهما لمستقبل العلاقات الروسية التركية يتمثل في سياسة تركيا على الاتجاه السوري لانه من الواضح للعيان أن الإرهابيين سيصبحون عاجزين عن مواصلة نشاطهم في شمال سورية دون دعم تركي مباشر وقطع طرق إمدادهم بالسلاح والاموال والقوة البشرية وحتى يمكن القول انهم لن يستطيعوا البقاء لشهر واحد دون هذا الدعم من جانب تركيا ولذلك تريد موسكو ان تنخرط انقرة في حوار إيجابي حول سبل حل الأزمة في سورية والكف عن ابداء التأييد والمساندة للإرهابيين.

وحول القمة الثلاثية في باكو قال بيلكو انها تمحورت على تشديد المواقف الإقليمية في مكافحة الإرهاب ولا سيما التعاون بين موسكو وطهران في التصدي للإرهاب الدولي في المنطقة عموما وفي سورية على وجه الخصوص.

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency

انظر ايضاً

محللون وخبراء روس: أردوغان أصبح حبيس أحلامه العثمانية-فيديو

موسكو-سانا أكد مدير معهد الدراسات السياسية سيرغي ماركوف أن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان …