الشريط الإخباري

المشاركون بالمؤتمر الإعلامي الدولي لمواجهة الإرهاب: من دمشق أعلنا مرحلة جديدة للإعلام

دمشق-سانا

احتضن المؤتمر الإعلامي الدولي لمواجهة الإرهاب التكفيري شخصيات إعلامية وسياسية ومفكرين من عدة دول عربية وأجنبية جمعتهم فكرة ضرورة التأسيس لإعلام واع قادر على تنوير المجتمع ومحاربة الارهاب وفكره التكفيري والتعاون والتنسيق على مستوى اقليمي ودولي لتشكيل جبهة مقاومة في وجه حملات التضليل والتزييف التي يقودها بعض وسائل الاعلام وصفحات التواصل الاجتماعي الداعمة للإرهاب .

فيما تنوعت آراء المشاركين في الموءتمر حول آليات تطوير وسائل الإعلام ليكون قادرا على مواكبة التطورات الميدانية المتسارعة والمتغيرات السياسية والوقوف بوجه الآلة الاعلامية الضخمة التي يمتلكها الطرف الآخر ومدى قدرة الموءتمر وتوصياته على خلق فرق واضح وفعلي على أرض الواقع في هذا المجال.

وقال الأمين العام لاتحاد الاذاعات والتلفزيونات الاسلامية علي كريميان في كلمة قبيل اعلان البيان الختامي ” لقد طرحت في الموءتمر خلال اليوم وأمس مواضيع جيدة وقيمة وهو من أفضل الموءتمرات التي شاركت فيها” معتبرا أن المؤتمر وتشكيل جبهة إعلامية موسعة جزء من الانتصارات التي تحققها جبهة المقاومة.

وأضاف كريميان أن “الدول التي كانت تدعي أن سورية ستنهار باتت الاغلبية منها اليوم على وشك الانهيار وجبهة المقاومة تحقق في كل يوم انتصارات جديدة” مبينا أن التنظيمات الارهابية جميعها تحمل الفكر ذاته وحاولت تشويه الصورة الحقيقية للإسلام مهما اختلفت مسمياتها سواء كانت /داعش/ أو /جبهة النصرة/ أو/أحرار الشام/ أو/جيش الإسلام/ أو /جيش الفتح / وجميعها خارجة عن الدين الاسلامي وتعمل في سياق الأهداف والسياسات الاستخبارية العالمية وتخوض حربا بالوكالة نيابة عن الاستكبار العالمي ومكلفة بإيجاد الفوضى والأزمات في المنطقة داعيا إلى الاستفادة القصوى من الامكانيات والقدرات المتوافرة ومعرفة كل التفاصيل عن العدو وامكانياته وعدم الخوف منه .

وذكر كريميان أن الحرب في سورية قبل أن تكون حربا اقتصادية واجتماعية وعسكرية إنما هي حرب نفسية وإعلامية ولا بد من التركيز على جرائم التنظيمات الارهابية والكشف عن علاقاتها مع الأطراف المختلفة ومعرفة سياسات وأساليب الحرب النفسية لهذه الجماعات حتى لا يقع بعض الخبراء والمحللين في سياسات الحرب النفسية للعدو ويخطئون .

وشدد كريميان على أن التكفير والإرهاب مسألة عالمية ودولية ليست مقتصرة على العراق وسورية واليمن وفلسطين ولبنان لافتا الى أن الدول التي ارتكبت”حماقة” إقليميا أو غربيا وقامت بدعم ومساندة هذه الجماعات الإرهابية” بذروا العنف في المنطقة بحيث لم يعد بإمكانهم التخلص منه”.

وأشار كريميان الى أن الجيش والشعب السوري أبدوا صمودا وبطولات فريدة أمام أكبر حرب ارهابية شرسة لو فرضت على أي بلد آخر لانهار منذ الايام الأولى لافتا الى أن المرأة السورية أثبتت للعالم انها نموذج في العزة والكرامة ولذلك يحاول الاعلام المعادي تشويه هذه الصورة .

ولفت كريميان الى أن “التحالفات الدولية” ضد الإرهاب وضد تنظيم /داعش/ لم تؤد أي نتيجة بل كانت في خدمة ودعم /داعش/ والجماعات الإرهابية الاخرى مبينا أن جبهة المقاومة هي الوحيدة التي وقفت في وجه الارهاب ومؤكدا أن القضية الفلسطينية كانت ولا تزال القضية المحورية والرئيسية في العالم الإسلامي وأن الكيان الصهيوني محور ومصدر جميع التحركات الإرهابية في المنطقة.

وفي تصريح لـ سانا رأى مدير قناة النجباء العراقية أمير القريشي أن المؤتمر “سيحصد النجاح والانتصارات” لكونه أتاح الفرصة لتلاقي الأفكار وتبادل الآراء والتنسيق بين عدة وسائل إعلامية مسموعة ومرئية ومكتوبة من أجل جبهة إعلامية موحدة لمواجهة الإرهاب.

بدوره اعتبر الهام المليجي كاتب صحفي في مؤسسة الاهرام ان انعقاد الموءتمر في دمشق شكل ارضية خصبة للاستفادة من التجربة السورية في مكافحة الارهاب والتصدي للزيف الذي تبثه الوسائل الداعمة له مشيرا إلى أن “الإعلام الارهابي” تمدد وشارك في تزييف وعي قطاع ليس قليلا من الشعب العربي وهو ما يستدعي التصدي له بكل ما هو متاح ذلك أن “هذا الإرهاب هو منتج صهيو أمريكي خطط له من قبل”.

وشدد المليجي على ضرورة تشكيل اليات تنسيق وتواصل بين الموءسسات الاعلامية وخاصة في الدول التي تتعرض للإرهاب ترتكز على تبادل الوثائق والمعلومات والبيانات بغية مساعدة الاعلاميين في كشف الحقائق ودحض الافتراءات بما يعزز دور وسائل الاعلام في مواجهة الفكر “الداعشي” التكفيري.

وعلى صعيد التغيير الذي بدأت تشهده المواقف الغربية تجاه الارهاب قال البروفيسور الامريكي فرانكلين لامب “اعتقد أن دول الغرب بدأت تعي خطورة الارهابيين ومواقفها تغيرت كثيرا عما كانت عليه منذ بدء الازمة في سورية ” فداعش” يشبه البكتيريا الخطرة” ومن كان يدعمهم بالمال والسلاح كدول الغرب والخليج والولايات المتحدة والاطراف اعتقادا منهم أنهم يستطيعون التلاعب واستغلال هذا الوضع ارتد عليهم في النهاية واحترقوا بناره.

وعن انطباعه حول ما رأى خلال زيارته إلى سورية قال فرانكلين “أنا أزور سورية منذ أكثر من سنتين والفت كتابا عن الاثار والتراث الثقافي السوري تحت اسم/سورية ارث ثقافي في خطر/ وذهلت بما رأيت وبمن التقيتهم وبما يفعله السوريون بشكل شخصي لحماية ارثهم التاريخي والثقافي” كما أبدى إعجابه بالجيش العربي السوري موضحا أن “ما اثار اهتمامه وطنية أفراده وحبهم لسورية فهم مجرد شبان صغار ولكنهم اقوياء ولا يمكنك إلا أن تعجب بهؤلاء الشبان وتضحياتهم” .

ووصف فرانكلين الشباب السوري بالمثقف والواعي والمنفتح وقال “إنهم يبحثون عن الاجابات ويتحدثون بمشاعرهم” ويعبرون عن آرائهم بوضوح وحرية “يمكننا أن نقرا مئات المقالات عما يحدث هنا ولكن عندما ناتي ونستمع نعرف الحقائق والقيم الحقيقية”.

وفي وقت اعتبر فيه مدير العلاقات العامة في جريدة الرأي الأمريكية كاسر ديوب أن “الاعلام بحد ذاته الكلمة الساطعة والمدفع في مواجهة الارهاب فدونه لا يحق الحق” دعا الى تقديم كل اشكال الدعم للإعلاميين والموءسسات الاعلامية في هذه المرحلة الحساسة بما يعزز صمودها الذي هو من صمود الشعب.

وعن دور الوثيقة الختامية للمؤتمر في مقاومة الإرهاب التكفيري قال محمد سيد أحمد إعلامي مصري “المؤتمر يشكل سابقة وإنجازا كبيرا حيث استطاعت سورية حشد كل هذا العدد من الإعلاميين للإعلان من دمشق عن مرحلة جديدة للإعلام” ولا بد أن نستثمر المؤتمر ووثيقته لكي تكون هناك استمرارية للعمل الإعلامي العربي المشترك وتشكيل كيان حقيقي للإعلام العربي ويمكن أن تكون هناك اجتماعات أخرى في العديد من العواصم العربية الاخرى.

بدوره أكد خالد رزق اعلامي مصري أن “سورية ومصر وبعض دول الوطن العربي تواجه جماعات من الخونة والمرتزقة الأجانب هدفها تنفيذ أجندات تقسيم للمنطقة” لافتا الى ان هذا ما حصل للشعب المصري بعد وصول الاخوان المسلمين للحكم بعد الثورة مبينا أن الموءتمر يفتح نافذة للتلاقي بين الاعلام العربي الوطني والقومي لا الاعلام الذي ينفذ أجندات غربية.

ومن لبنان أكد الدكتور عبد الناصر جبري مدير قناة الثبات وأمين عام حركة الأمة دور الإعلام في صناعة المجتمع بشكل صحيح وإعادة تصويب مساراته بمواجهة الحركة التشويهية التي تستهدف مجتمعاتنا العربية وحضارتها ويقودها الإرهاب التكفيري والإعلام الداعم له.

واعتبر جبري أن الموءتمر في دمشق يسهم في وضع ركيزة أساسية لمحاربة الإرهاب داعيا إلى أن يتحول إلى لجان تحصل الفوائد من العمل الفكري والمناقشات التي جرت خلاله بمعنى نقل التوصيات والنظريات إلى أرض الواقع.

وهو ما أكد ضرورته الاعلامي اللبناني عبد الحسين شبيب من أجل تعزيز مستوى التنسيق بين الوسائل الاعلامية لإنتاج خطاب اعلامي يركز على مجموعة مفاهيم وقيم ومصطلحات يمكن ان تسهم في مواجهة الفكر الارهابي والتكفيري والتوجه الى شريحة الشباب تحديدا لكون المحطات والقنوات الاعلامية المغرضة تعمل على” غسل أدمغتهم” بفكر ارهابي.

كما اعتبر الإعلامي اللبناني حسين فياض أن ما يميز الموءتمر هو اللجان التي انبثقت عنه والتي ستعمل على تطبيق كل ما خرج به من توصيات وستعمل على إيجاد آليات تصحيح المسار وتوضيح الروءية في الموءسسات الإعلامية ما يعني ضرورة التنسيق والتعاون لإيجاد خطوط عريضة يتم الاعتماد عليها في وضع السياسات الإعلامية التي تركز على مواجهة الإرهاب.

الأمين العام المساعد لاتحاد المحامين العرب سميح خريس أكد أهمية المؤتمر بانعقاده وبيانه الختامي من حيث المكان والزمان والقرارات المصرة على محاربة الإرهاب والتي أثبتت أن سورية لم تفقد بوصلتها مشيرا إلى أن تطبيق ما خرج به الموءتمر من توصيات يتطلب “قرارا سياسيا موحدا من دول محور المقاومة ينطق بلسان واحد بدعم إعلان دمشق وتنفيذ بنوده”.

بدوره الدكتور أحمد السادات مدير قناة العالم والأستاذ في جامعة طهران رأى في المؤتمر إتاحة لتلاقح فكري يعطي الجميع الفرصة من أجل تشارك الإنجازات وتبادل الخبرات لافتا إلى نقاشات جرت على هامش الموءتمر وأفضت إلى أن “العديد من وسائل الإعلام التي لم تكن لديها وجود في دمشق قررت افتتاح مكاتب لها بعد قدومها إلى الموءتمر من أجل العمل على تغطية الأحداث بشكل حقيقي وواقعي”.

من جانبه أكد ابراهيم سنجاب نائب رئيس تحرير جريدة الأهرام المصرية أهمية أن يمتلك الاعلام معلومات كاملة عن العدو للرد على كل الرسائل التي يحاول ايصالها إلى المجتمع بحيث يكون قادرا على تحصينه ضد أي محاولة للفتنة بين أبنائه مبينا أن دور الإعلام توجيهي ولا يقتصر على بث الاخبار فقط .

إدريس هاني الباحث من المغرب دعا إلى تنفيذ التوصيات التي خرج بها المؤتمر واصفا إياها بأنها “واعدة ومهمة جداً” حينما يقرن الكلام بالعمل والتنفيذ في إطار محاصرة الإرهاب ومقاومته و”الضامن هنا هو لجنة المتابعة التي ستنشأ تباعاً ولاحقا”.

ولفت إلى أنه تم التوصل الى روءية مشتركة وان الجميع متفقون ومنسجمون وطروحاتهم متشابهة ومتقاربة جداً “وكأن المشاركين ينطلقون من عقل واحد ومن قلب واحد وهذا الشيء إيجابي جداً”.