نيويورك-سانا
أكدت رئيسة المؤسسة المستقلة المعنية بالمفقودين في سوريا كارلا كوينتانا أن الجهود الرامية إلى الكشف عن مصير مئات الآلاف من المفقودين في سوريا هي مسعى جماعي لا يمكن لأي جهة أن تقوم به بمفردها، مشيرة إلى التواصل المستمر مع الحكومة السورية ودعم جهود الهيئة الوطنية للمفقودين.
وقالت كوينتانا، في حوار خاص مع مركز أخبار الأمم المتحدة: ” عندما قام وفد من المؤسسة بزيارة سوريا، قابلنا أشخاصاً لديهم مفقودون أو يعرفون شخصاً مفقوداً، ووجدنا قاسماً مشتركاً بين جميع السوريين، ليس فقط الإرادة والأمل في إعادة بناء بلدهم، بل أيضاً الأمل في العثور على أحبائهم، ونحن موجودون لدعم ذلك” مضيفة إن” هذه العملية يجب أن تكون بقيادةٍ سورية وبدعمٍ دولي، ونحن لدينا الخبرة والمهارات والموارد، وعلى استعداد لمشاركتها وتقديم المساعدة “.
ولفتت كوينتانا، إلى وجود تواصلٍ مستمرٍ مع الحكومة السورية، ومع الهيئة الوطنية للمفقودين، مؤكدة أن المؤسسة عرضت دعمها الكامل للهيئة في البحث عن المفقودين.
وقالت: ” لقد فتحنا عدة مسارات تحقيق للبحث عن الأشخاص الذين اختفوا قسراً على يد النظام السابق، ونبحث أيضاً عن الأطفال المفقودين الذين فقدوا أيضاً في عهد ذلك النظام ، كما ننظر في حالات الاختفاء التي ارتكبها داعش، وحالات المهاجرين المفقودين. ونعمل أيضاً على ملف الأشخاص الذين ربما لقوا حتفهم، ولهذا السبب لدينا أيضاً وحدة طب شرعي، ونحن على استعداد لمشاركة خبرتنا في البحث عن المفقودين الذين قد لا يكونون على قيد الحياة في سياق مئات الآلاف من الأشخاص المفقودين” .
وعبرت كوينتانا، عن إعجابها بقوة النساء السوريات، حيث التقت بالعديد منهن خلال وجودها في سوريا للنقاش حول سبل الوصول إلى مصير المفقودين، وقالت: إن “النساء السوريات يبهرن الجميع بمثابرتهن في البحث عن أحبائهن داخل سوريا وخارجها، وبقوتهن في مواجهة اختفاء أحبائهن، مشيرة إلى أنهن يواجهن السلطات، والمجتمع الدولي، والفقر، ثم انعدام الفرص.. ويظهرن كيف أن الأمل لا يموت”.
وأشارت كوينتانا إلى أن المؤسسة المستقلة المعنية بالمفقودين التي ترأسها هي مؤسسة حديثة العهد، أُنشئت بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة في حزيران 2023 استجابة للنداءات العاجلة من أفراد أسر الآلاف من الأشخاص المفقودين في سوريا لاتخاذ إجراءات لتحديد مصيرهم ومكان وجودهم.