لندن-سانا
اختارت مجلة “ذي إيكونوميست” البريطانية سوريا دولة العام 2025، ضمن تقليدها السنوي الذي يسلّط الضوء على الدولة التي حققت أكبر قدر من التحسّن خلال العام.
وفي عددها الصادر بتاريخ الـ 18 من كانون الأول 2025، أوضحت المجلة أن معايير الاختيار تستند إلى حجم التطور والتحسّن الذي تشهده الدولة، سواء على الصعيد الاقتصادي أو السياسي أو وفق أي مؤشر آخر ذي أهمية.
وأشارت المجلة إلى أن سوريا كانت قبل عام واحد فقط ترزح تحت حكم الأسد الديكتاتوري، حيث انتشر القمع والتعذيب وامتلأت السجون بالمعتقلين السياسيين، بينما قُتل عشرات الآلاف من السوريين تحت حكم الديكتاتور الذي استخدم الأسلحة الكيميائية والبراميل المتفجرة ضد المدنيين، وأجبر أكثر من ستة ملايين شخص على النزوح خارج البلاد.
وبيّنت “ذي إيكونوميست” أن الوضع تغيّر جذرياً بعد سقوط النظام في الـ 8 من كانون الأول 2024، إذ شهدت البلاد تحسّناً ملحوظاً في الأوضاع الأمنية والاجتماعية، ولم يعد الخوف يخيّم على حياة الناس كما كان في السابق، لافتة إلى أنه رغم أن الحياة ما زالت صعبة، إلا أنها أصبحت طبيعية إلى حد كبير بالنسبة لمعظم السوريين، حيث عاد نحو ثلاثة ملايين منهم إلى وطنهم.
وبعد أن حوّل النظام البائد سوريا إلى مقبرة جماعية تضم جثث عشرات الآلاف ممن قضوا تحت التعذيب في السجون السوداء، بدأت البلاد تشهد نهضة واضحة عقب سقوطه، ونجحت الدبلوماسية السورية في إعادة سوريا إلى المحافل الدولية وإنهاء عزلتها، وتُوّجت هذه الجهود برفع العقوبات الأمريكية والدولية، بما في ذلك إنهاء “قانون قيصر” الذي فُرض عام 2019 لمعاقبة النظام البائد على جرائمه بحق الشعب السوري.