نيويورك-سانا
أكد وزير الإعلام حمزة المصطفى أن الزيارة التي يقوم بها الرئيس أحمد الشرع إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة تشكل محطة تاريخية بالنسبة للسوريين، حيث تعكس عودة سوريا إلى موقعها الطبيعي بين الدول بعد عزلة فرضها النظام السابق على الشعب السوري.
وأوضح الوزير المصطفى في مقابلة مع قناة العربية الحدث الليلة، أن خطاب الرئيس الشرع أمام الجمعية العامة سيحمل رسائل متعددة، أولها أن سوريا استعادت دورها الطبيعي بعد مرحلة استثنائية، وثانيها أن المجتمع الدولي بات يعترف بالدور الريادي والإقليمي لسوريا الجديدة.
وأشار الوزير المصطفى إلى أن الخطاب سيؤكد على ركيزتين أساسيتين في السياسة السورية داخلياً وخارجياً، هما: الاستقرار والتنمية الاقتصادية، مبيناً أن سوريا تعمل على تعزيز حراك دبلوماسي نشط، وخاصة بعد الزيارة الأولى لوزير الخارجية السوري إلى واشنطن منذ 25 عاماً، بهدف تطوير الجهود لرفع ما تبقى من العقوبات المفروضة.
ولفت المصطفى إلى أن الخطاب سيبرز دور سوريا الجديد القائم على الانفتاح على محيطها العربي والإقليمي، وإقامة علاقات طبيعية مع مختلف دول العالم، بما يعكس تحولها من مصدر أزمات إلى عامل أساسي في الاستقرار بالمنطقة.
وبين وزير الإعلام أن خطاب الرئيس الشرع سيشكل توصيفاً حقيقياً لما جرى خلال السنوات الماضية، حيث فشلت المقاربات الدولية في إيجاد حل سياسي بسبب قصورها، بينما تمكن الشعب السوري من تحرير بلاده بنفسه.
وأشار المصطفى إلى أن الزيارة لا تتضمن مطالب محددة، وإنما تأتي في سياق بروتوكولي يعزز حضور سوريا في المحافل الدولية بعد سنوات من الغياب، مؤكداً أن الحكومة السورية تسعى من خلالها إلى حشد الدعم الدولي للاستقرار في البلاد، وإلى الالتفات إلى مسألة العقوبات التي فرضت نتيجة سياسات النظام البائد، ولم يعد هناك مبرر لاستمرارها.
وقال المصطفى: “إن سوريا لا تقدم نفسها كدولة تبحث عن المساعدات أو القروض، بل تطالب فقط بعودتها إلى وضعها الطبيعي خارج الحالة الاستثنائية”، مشيراً إلى أن رفع العقوبات شرط أساسي لنجاح عملية إعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية.
وأوضح وزير الإعلام أن جدول أعمال الرئيس الشرع في نيويورك يتضمن سلسلة لقاءات دبلوماسية وإعلامية تهدف إلى تعزيز انفتاح سوريا على العالم، من بينها مشاركته في قمة “كونكورديا” وحواره مع الجنرال الأمريكي المتقاعد ديفيد باتريوس، الذي شكل مفارقة لافتة، إذ جمع بين من كانا على طرفي المواجهة في الميدان سابقاً على طاولة الحوار اليوم.
وأكد المصطفى أن صورة سوريا الجديدة لم تعد مرتبطة بالدمار والأزمات كما كان الحال في عهد النظام البائد، بل كان الرئيس الشرع يسعى عبر سياساته خلال الأشهر التسعة الماضية إلى تقديم نموذج مغاير يعكس مساراً إصلاحياً وتنموياً.
ونوه المصطفى بأن المقاربة السورية الراهنة تقوم على الدبلوماسية الشاملة وعدم تشكيل تهديد لأي دولة مجاورة، والتركيز على التنمية ورفاهية الشعب، بالتوازي مع تطوير العلاقات مع الولايات المتحدة والأوروبيين، بما أتاح إطلاق مفاوضات غير مباشرة وصولاً إلى لقاءات مباشرة.
وختم وزير الإعلام بالتأكيد على الموقف السوري الثابت من الاحتلال الإسرائيلي، والمتمثل بالالتزام باتفاق فصل القوات لعام 1974 أو اتفاق مشابه له، مشدداً أنه على “إسرائيل” الانسحاب من جميع الأراضي التي احتلتها بعد الثامن من كانون الأول، ووقف اعتداءاتها المتكررة التي تجاوزت الـ 400 توغل، وذلك في إطار مساعٍ دبلوماسية سورية لحشد الدعم العربي والدولي لمنع تحول المنطقة إلى ساحة مواجهة جديدة.