واشنطن-سانا
طور باحثون من جامعتي كولومبيا وستانفورد الأمريكيتين غرسة دماغية فائقة الصغر تُعرف باسم BISC، تمثل نقلة نوعية في تقنيات واجهات الدماغ والحاسوب، عبر دمج جميع المكوّنات الإلكترونية في شريحة سيليكون واحدة مرنة وفائقة الصغر، بدلاً من الأنظمة التقليدية الكبيرة متعددة الأجزاء التي تتطلب أسلاكاً وعلباً مزروعة في الجسم.
ووفقاً لموقع Science Daily العلمي، تمكّنت الغرسة من إحداث تحول واعد في الرعاية الصحية العصبية، إذ تتيح استعادة بعض القدرات المفقودة لدى مرضى الشلل واضطرابات الحركة والكلام، وتحسين دقة علاج الصرع واضطرابات الدماغ الأخرى.
وتبلغ سماكة الشريحة نحو 50 ميكرومتراً، وحجمها يقارب 3 مليمترات مكعبة فقط، أي أقل من واحد بالألف من حجم الغرسات المعتمدة حالياً، وتحتوي على عشرات الآلاف من الأقطاب الكهربائية وقنوات التسجيل والتحفيز، إضافة إلى أنظمة الطاقة والاتصال اللاسلكي، ما يسمح لها بالانحناء لتتوافق مع سطح الدماغ وتوفير تسجيلات عالية الدقة للنشاط العصبي.
ويتيح النظام نقل البيانات لاسلكياً بسرعة تصل إلى 100 ميغابت في الثانية عبر محطة ترحيل خارجية تعمل كجهاز واي فاي، وهو معدل يفوق بكثير واجهات الدماغ اللاسلكية المتوافرة حالياً.
وصُممت الشريحة باستخدام تقنيات تصنيع أشباه الموصلات المتقدمة، ما يجعلها قابلة للإنتاج على نطاق واسع وملائمة للتطبيقات الطبية المستقبلية.
وأكد الفريق البحثي نجاح التجارب ما قبل السريرية، وبدء دراسات قصيرة الأجل على المرضى خلال العمليات الجراحية، مع تقليل التداخل الجراحي وتفاعل الأنسجة.
يُذكر أن واجهات الدماغ والحاسوب تُستخدم منذ سنوات في الأبحاث الطبية لفهم الإشارات العصبية والتعامل معها، ولا سيما في علاج الشلل والصرع واضطرابات الحركة.