واشنطن-سانا
حذّرت دراسة دولية حديثة من أن الغضب والشعور بالظلم قد يكونان عوامل رئيسية في زيادة شدة الألم المزمن واستمراره، متجاوزين في تأثيرهما التوتر النفسي، مشيرةً إلى أن طريقة تعامل المريض مع مشاعر الغضب تلعب دوراً محورياً في تطور حالته الصحية.
وأوضحت الدراسة، التي نشرتها منصة ميديكال إكسبريس (Medical Xpress) العلمية الأمريكية، وشملت أكثر من سبعمئة شخص يعانون من آلام مزمنة، أن فريقاً من الباحثين من جامعات ستانفورد وبوسطن وإنسبروك الأمريكية اعتمد أسلوب تحليل الأنماط لتحديد الفروق في تجربة الغضب، وطريقة التعبير عنه والتحكم به، إضافة إلى قياس الشعور بالظلم المرتبط بالحالة الصحية.
وبيّنت النتائج أن المرضى الذين أظهروا مستويات متوسطة إلى مرتفعة من الغضب أو الإحساس بالظلم مثل اعتبار الألم معاملة غير عادلة أو خسارة لا يمكن تعويضها، سجّلوا آلاماً أشد وانتشاراً أوسع، إضافة إلى مستويات أعلى من الإعاقة والانزعاج النفسي.
وقال قائد الفريق البحثي غادي جيلام، رئيس مختبر علم الأعصاب الاجتماعي والمعرفي والعاطفي الانتقالي: “إن الغضب ليس انفعالاً سلبياً بحد ذاته، بل إشارة طبيعية يمكن أن تعزز الرفاه عند تنظيمها بشكل صحيح، إلا أن اقترانه بالشعور بالظلم قد يدفع الأفراد إلى دائرة من المعاناة الجسدية والنفسية تزيد من شدة الألم المزمن وتمدد مدته”.
وأكدت الدراسة أن أنماط الغضب يمكن أن تُستخدم كمؤشر مبكر للتنبؤ بمسار الألم مستقبلاً، ما يتيح وضع خطط علاجية دقيقة تركز على الجوانب العاطفية، مشددةً على أهمية التدخلات العلاجية المعنية بتنظيم الانفعالات وإدراك الشعور بالظلم، مثل العلاج بالوعي الذاتي، والتعاطف، والتعبير العاطفي.
وتأتي أهمية هذه الدراسة في تسليط الضوء على كيفية تأثير الغضب على تجربة الألم، وما يمكن أن تسهم به من استراتيجيات علاجية أكثر شمولاً إلى جانب العلاج الطبي التقليدي.