لندن-سانا
نجح فريق بحثي دولي بالوصول إلى أول دليل مباشر محتمل على وجود المادة المظلمة التي تشكل نحو 27% من الكون، عبر رصد إشعاعات أشعة غاما المنبعثة من بنية تشبه الهالة تحيط بمجرة درب التبانة باستخدام تلسكوب فيرمي الفضائي التابع لوكالة ناسا.
ونقلت صحيفة ديلي ميل البريطانية عن البروفيسور تومونوري توتاني من جامعة طوكيو، مؤلف الدراسة المنشورة في مجلة علم الكونيات وفيزياء الجسيمات الفلكية، قوله: “إن الفريق رصد إشعاعات غاما من بنية هلالية واسعة تحيط بالمجرة”، معتبراً أنها قد تمثل أول دليل مباشر على وجود المادة المظلمة.
وأوضح توتاني أن الإشارة المكتشفة تختلف بوضوح عن الانبعاثات المعروفة في مركز المجرة، إذ إنها أكثر انتشاراً وأقوى بنحو عشر مرات، الأمر الذي يعزّز احتمال أن تكون ناجمة عن تصادم جسيمات المادة المظلمة المعروفة باسم (WIMPs).
وأضاف: إن توقيع هذه الهالة يمتد عبر مساحة شاسعة، على عكس الفائض الإشعاعي المعتاد في مركز درب التبانة، مشيراً إلى أن هذه النتائج قد تسهم في إعادة صياغة فهم العلماء لطبيعة الكون وتركيبه.
وأكد توتاني أن المرحلة المقبلة تتطلب إجراء المزيد من الرصد في مجرات قريبة يُعتقد أنها تضم نسباً مرتفعة من المادة المظلمة، بهدف التحقق من اتساق هذه الإشعاعات مع النماذج النظرية لتصادم جسيمات المادة المظلمة.
وتُعد المادة المظلمة إحدى أكثر مكوّنات الكون غموضاً، إذ لا تمتص الضوء ولا تعكسه ولا تُصدره، ولا يمكن رصدها مباشرة، بينما يُستدل على وجودها من تأثيراتها الجاذبية على حركة النجوم والمجرات.