اللاذقية-سانا
تختصر قرية كفردلبة في ريف اللاذقية أربعة عشر عاماً من النضال والمعاناة، إذ كانت أولى قرى جبل الأكراد التي تعرضت للتهجير الكامل، قبل أن تتحول إلى خط دفاع أمامي وقلعة صمود، لتفتح اليوم صفحة جديدة من الأمل مع عودة أبنائها والجهود المبذولة لاستعادة الحياة الطبيعية فيها.

وأوضح سمير شامدين القائد السابق لمحور كفردلبة لمراسل سانا، أن القرية كانت الهدف الأول لقصف النظام البائد في بداية الثورة، ما أدى إلى إخلائها بالكامل من المدنيين، بينما تحولت قلعتها التاريخية إلى متراس دفاعي تحصن فيه المقاتلون.
وأضاف شامدين: إن القرية صمدت حتى عام 2015، حين شن النظام البائد هجوماً واسعاً بدعم روسي وإيراني، ما اضطر المقاتلين للتراجع إلى القلعة واتخاذها حصناً دفاعياً قرابة شهرين تحت القصف الجوي والمدفعي المكثف، وحصار من أربع جهات، وأشار إلى أن كفردلبة شكلت مفتاحاً عسكرياً مهماً لجبل الأكراد على مدى خمس سنوات، وقدمت عشرات الشهداء بلغ عددهم نحو أربعين، بينهم أفراد من عائلته.

من جهته، أكد مختار القرية نادر محو أن كفردلبة كانت أولى قرى المنطقة تهجيراً بسبب القصف العنيف والبراميل المتفجرة، مشيداً بصمودها “الأسطوري” الذي شارك فيه مقاتلون من داخل القرية وخارجها دفاعاً عن موقعها الاستراتيجي.
وأوضح محو أن سنوات التهجير كانت قاسية، لكن العودة بدأت بعد تحرير القرية رغم الدمار الكبير الذي لحق بالمنازل والبنية التحتية، مشيراً إلى أن القرية لا تزال تواجه صعوبات معيشية وخدمية، إلا أن الأهم هو تحرر الأرض وعودة أهلها إليها من جديد.

وتشهد القرية حالياً جهوداً محليةً لإعادة إعمارها وإحياء الحياة فيها، وسط آمال بإطلاق مشاريع خدمية وإغاثية تدعم الاستقرار وتعوض سنوات التهجير الطويلة.
وتقع قرية كفردلبة التابعة لناحية صلنفة في منطقة الحفة، على بعد 50 كيلومتراً عن مدينة اللاذقية، وترتفع عن سطح البحر 930 متراً، بينما ترتفع قلعتها التاريخية إلى 1028 متراً.

