دمشق-سانا
ركز اللقاء الحواري الذي نظمته وزارة الدفاع اليوم، بالتعاون مع جامعة دمشق تحت عنوان “من الثورة إلى التحرير” مع قائد الفرقة 44 في الجيش العربي السوري العميد محمد الخطيب، على مسيرة الثورة منذ انطلاقتها، وحتى الوصول إلى التحرير، والظروف التي أدت إلى ثورة الشعب السوري ضد النظام البائد.
وتطرقت الندوة التي أقيمت في كلية الطب البشري بجامعة دمشق، إلى ما سبق الثورة من فساد واستبداد انتهجه النظام البائد، خلال العقود الماضية على المستويات المختلفة، ومحاولة تدجين شرائح المجتمع وأدلجتهم فكرياً وثقافياً، وتوظيفها لخدمة مصالح النظام البائد والعائلة الحاكمة، فضلاً عن القبضة الأمنية التي كان يسيطر عليها، وأدت إلى سجن الكثير من السوريين، وتعرضهم لكل أشكال التعذيب والظلم.
الشباب عصب الثورة

ولفت العميد محمد الخطيب إلى أن النظام استخدم الطائفية في بدايات الثورة لإحداث انقسام بنيوي في المجتمع، وسياسات عدة انتهجها لقمع الثورة بدءاً من قمع المتظاهرين إلى ارتكاب المجازر بحقهم، مشيراً إلى أن الشباب المثقفين وطلاب الجامعات كانوا العصب الرئيس للثورة، ما دفع النظام إلى ممارسة كل أشكال التضييق عليهم في الجامعات واعتقال العديد منهم.
وأشار الخطيب إلى أنه تم التركيز خلال سنوات الثورة على بناء قيم الثوار وتأهيلهم فكرياً وثقافياً، بما انعكس إيجاباً على المعارك وخاصة في “ردع العدوان”، إضافة إلى التأسيس العسكري لهم عبر التأهيل والتدريب المكثف والاستفادة من التجارب والتحديات التي شهدتها الثورة.
وبين الخطيب أن القادة العسكريين بنوا هيكلية منظمة ومدروسة، فاجأت النظام بالاستفادة من كل التجارب خلال السنوات الماضية، واستثمار نقاط القوة العسكرية، ومعالجة نقاط الضعف، ما أدى إلى تحقيق الانتصار.
وفي رده على مداخلات الطلبة، أوضح الخطيب أن أهم العوامل التي مكنت الثوار من الصمود هو القاعدة الشعبية الواسعة والصلبة، وحالة القهر والظلم الذي مارسه النظام البائد على السوريين، لافتاً إلى أن هذا النظام اعتمد على العديد من حلفائه لإحداث نصر عسكري سريع، ما خلق تحدياً لدى الثوار بسبب الفرق الواسع في المقدرات العسكرية.
الثورة استندت إلى إرادة الشباب
ولفت الخطيب في تصريح لمراسل سانا، إلى أن الثورة السورية استندت إلى إرادة السوريين وتضحياتهم، وبالدرجة الأولى شريحة الشباب، حيث كان النظام يخشى من إرادة الشباب السوريين ولا سيما طلاب الجامعات، مشدداً على أن السوريين يحملون على عاتقهم حالياً بناء مجتمع، بعيداً عن الطائفية والعنصرية لتطوير واقع البلاد، واستثمار خبراتهم في بناء سوريا الجديدة.
مواصلة طريق التضحيات لبناء سوريا الجديدة

وأشار نائب عميد كلية الطب البشري يوسف لطيفة في تصريح مماثل، إلى الدور الملقى حالياً على فئة الشباب لبناء سوريا المستقبل التي نتطلع إليها جميعاً، ومواصلة الطريق الذي سار عليه الشهداء متسلحين بالعلم والمعرفة.
ولفت لطيفة إلى أهمية إقامة مثل هذه الندوات لإطلاع فئة الشباب بشكل مفصل على مراحل الثورة السورية، واستذكار التضحيات التي قدمها الثوار في سبيل تحقيق النصر النهائي على النظام المجرم.
وسبق أن نظمت وزارة الدفاع معرضاً عسكرياً بين الـ5 والـ12 من كانون الأول الجاري، بالتزامن مع الذكرى السنوية الأولى للثورة السورية، وتضمنت فعالياته سلسلة ندوات حوارية سلطت الضوء على أبرز التطورات العسكرية التي تخللت سنوات الثورة، والملاحم البطولية التي خاضها الثوار ضد النظام البائد في العديد من المناطق.


