اللاذقية-سانا
أسهمت الهطولات المطرية الغزيرة التي شهدتها محافظة اللاذقية خلال الأيام الماضية في عودة جريان نهر الكبير الشمالي، ما انعكس إيجاباً على الوارد المائي ورفع منسوب التخزين في بحيرة سد مشقيتا الواقعة على مجرى النهر، وعزز الآمال بموسم زراعي جيد.

وأوضح مدير الموارد المائية في اللاذقية، المهندس محمود قدار، في تصريح لـ سانا أن بحيرة سد مشقيتا تُعد ركيزة أساسية لدعم القطاع الزراعي في المحافظة، حيث تؤمن ري نحو 21 ألف هكتار من الأراضي الزراعية، إضافة إلى دورها في دعم منظومة مياه الشرب عبر محطة التصفية في مشقيتا.
وأشار قدار إلى أن الجفاف وقلة الموسم المطري العام الماضي أثرا سلباً على التخزين المائي وموسم الري، ما استدعى تطبيق خطط تقنين لضمان تأمين مياه الشرب، مبيناً أن الموسم الحالي بدأ بشكل أفضل مع عودة جريان النهر، حيث ارتفعت نسبة التخزين من نحو 20% في نهاية الموسم الماضي إلى 21% حالياً، مع توقع تحسن الوارد المائي في حال استمرار الهطولات.

وأضاف: إن المديرية تعمل بالتعاون مع وزارة الإدارة المحلية والبيئة على تنفيذ خطة لتعزيل المجاري المائية بطول يتجاوز 35 كيلومتراً، أُنجز منها حتى الآن نحو 27 كيلومتراً، بهدف تسهيل جريان المياه وتوجيهها نحو السدود والسدات والحد من خطر الفيضانات.
من جانبه، أوضح مدير سد مشقيتا غسان البرجق أن الكوادر الفنية العاملة في السد تواصل تنفيذ برامج الري المعتمدة، وتأمين مياه الشرب لمحطة التصفية ومحطات الضخ الواقعة على مجرى النهر، مشيراً إلى أن السعة التصميمية لبحيرة السد تبلغ نحو 210 ملايين متر مكعب.

وأكد البرجق أن مياه الشرب تشكل أولوية قصوى، حيث يتم حجز نحو 40 مليون متر مكعب بشكل دائم لهذا الغرض، معرباً عن الأمل بأن تسهم الهطولات القادمة في تعزيز التخزين لأغراض الري ومياه الشرب.
يُذكر أن نهر الكبير الشمالي ينبع من سفوح جبال محافظة اللاذقية قرب الحدود التركية، ويصب في البحر المتوسط، ويُعد من أكبر وأطول أنهار المنطقة الساحلية بطول يقارب 60 كيلومتراً، وقد أُقيمت عليه عدة سدود أسهمت في توفير مياه الري والشرب لأهالي المنطقة.



