دمشق-سانا
أقامت وزارة الخارجية والمغتربين، اليوم، حفل استقبال للسفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية المعتمدين لدى سوريا، بمناسبة ذكرى التحرير الأولى، وذلك في فندق غولدن مزة بدمشق.
وتضمنت احتفالية التحرير التي حضرها وزير الخارجية والمغتربين أسعد حسن الشيباني، عرضاً مرئياً عن الدبلوماسية المتجددة لسوريا وإنجازاتها خلال العام الماضي.
وفي كلمة له أكد الوزير الشيباني، أن الشعب السوري كتب في مثل هذه الأيام من العام الماضي، خاتمة حقبة الاستبداد وبداية عهد الحرية بعد عقود طويلة، مؤكداً أن الاحتفال بعيد التحرير لا يقف عند حدود تغيير سياسي أو تبدل في الوجوه، بل يشير إلى تحرير الإرادة الوطنية واستعادة الدولة لدورها الحقيقي في خدمة مواطنيها.
خلال عام… بناء علاقات وكسر العزلة

وزير الخارجية أكد أن الحكومة منذ اللحظة الأولى للتحرير قطعت عهداً بصون تضحيات الشعب السوري، ولم يهدأ لها بال، فكرّست وقتها وجهدها لتقديم سوريا الجديدة إلى العالم، موضحاً أنه خلال عام واحد فقط، تم تنفيذ ما يقارب ألف لقاء واتصال ومشاركة دبلوماسية، وعقد اجتماعات وزيارات تفوق ما أنجزه النظام المخلوع خلال أكثر من خمسين عاماً، في إطار مساعٍ حثيثة لإعادة سوريا إلى مكانتها المستحقة.
وأوضح الوزير الشيباني أن الحكومة تمكنت خلال عام من بناء علاقات مع شركاء يفوق عددهم ما تم تحقيقه خلال العقد الماضي، لافتاً إلى أن أبرز الإنجازات تمثلت في كسر طوق العزلة، عبر إنهاء العقوبات وإعادة فتح السفارات والبعثات الدبلوماسية، واستعادة الحضور الإقليمي والدولي، مشيراً إلى أن عودة الأعلام الدولية لترفرف في سماء دمشق يشكل دليلاً واضحاً على استعادة الثقة بالدولة السورية ومؤسساتها الجديدة.
خطاب جديد في المحافل الدولية

بيّن الوزير الشيباني أن سوريا استعادت صوتها في المحافل الدولية بخطاب جديد يحترم المواثيق الدولية ويؤمن بالحوار سبيلاً لحل النزاعات، كما شرعت في تفعيل شراكات استراتيجية تخدم مصلحة المواطن السوري وتعزز الأمن الإقليمي، مبتعدة عن سياسات المحاور التي أرهقت البلاد لعقود طويلة.
وأوضح الوزير الشيباني أن الاحتفال بالنصر لا يعني إنكار التحديات، مشيراً إلى أن الإرث الثقيل الذي خلّفته المرحلة السابقة يتطلب جهداً طويل النفس وعملًا جماعياً، مسلطاً الضوء على أبرز التحديات التي كان أبرزها التحدي الاقتصادي والخدمي وملف اللاجئين والنازحين والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة.
سوريا عادت لتكون واحة للسلام
قال الوزير الشيباني: إن الحكومة تعمل بجدية لبسط سلطة الدولة على كامل التراب الوطني وإنهاء أي وجود عسكري غير شرعي، داعياً المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية لوقف هذه الخروقات، انطلاقاً من أن استقرار المنطقة كلٌّ لا يتجزأ، وأن احترام السيادة السورية هو الأساس لأي سلام مستدام.

ووجّه الشيباني الشكر العميق للدول الشقيقة والصديقة التي وقفت إلى جانب الشعب السوري في محنته، ولكل دولة استضافت لاجئاً سورياً، وللجهود الدبلوماسية التي دعمت الانتقال السلمي وساهمت في حقن الدماء، مؤكداً أن هذا الدعم سيظل محفوراً في ذاكرة السوريين وذاكرة الأجيال القادمة.
وأكد الشيباني أن سوريا عادت لتكون واحة للسلام وشريكاً في الحضارة وجسراً للتواصل بين الشرق والغرب، وهي تمد يدها للجميع نحو مستقبل يسوده السلام والازدهار.
سوريا الجديدة لكل أبنائها

عميد السلك الدبلوماسي بدمشق الكاردينال ماريو زيناري، أكد في كلمة خلال الحفل أن ذكرى تحرير سوريا تمثل علامة فارقة في الفصل التاريخي الجديد للبلاد، وأن سوريا الجديدة ستكون لكل أبنائها، حيث يتمتع جميع أفرادها بالحقوق المتساوية ونموذجاً مشرقاً للتعايش.

بدوره، أعرب عميد السلك الدبلوماسي العربي سفير مملكة البحرين وحيد مبارك سيار عن تهانيه للحكومة والشعب في سوريا بمناسبة الذكرى الأولى للتحرير، مؤكداً أن هذا اليوم يشكّل محطة وطنية فارقة فتحت الباب أمام مرحلة جديدة من الاستقرار وإعادة البناء.
ولفت سيار إلى أن رفع العقوبات عن سوريا جاء نتيجة التحرك الدبلوماسي النشط الذي قادته دمشق خلال العام الماضي، وبدعم عربي واضح يعكس عمق الروابط الأخوية وحرص الدول العربية على مساندة سوريا في مسيرتها نحو التعافي.
ويصادف الثامن من شهر كانون الأول الذكرى الأولى لتحرير سوريا من نظام الأسد البائد، حيث شهدت البلاد بعدها ولادة جديدة بعد ثورة الشعب السوري التي امتدت من عام 2011 وحتى نهاية عام 2024.




