دمشق-سانا
تحت شعار “نرتقي معاً نحو مستقبل أفضل” نظمت جمعية “الإعاقة انطلاقة” بالتعاون مع وزارتي الشؤون الاجتماعية والعمل والسياحة وبشراكة استراتيجية مع مؤسسة إدارة الموارد البشرية، فعالية بمناسبة اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة وذلك في فندق البوابات السبع (الشيراتون) سابقاً بدمشق.

وتضمنت الفعالية جلسة حوارية تم خلالها تسليط الضوء على التحديات التي يواجهها ذوو الإعاقة، وبحث سبل تحقيق بيئة أكثر شمولاً وعدالة لهم، ومناقشة الخطط المستقبلية لتحسين جودة حياتهم وإدماجهم في المجتمع.
اعتماد الشراكة لدعم ذوي الإعاقة
وزير المالية محمد يسر برنية أكد خلال مشاركته في الفعالية أن الشراكة بين الدولة الجديدة والمجتمع المدني وقطاع العمال في سوريا والجمعيات والمنظمات الأهلية من شأنه تحقيق نقلة نوعية في مجال دعم ذوي الإعاقة، وتنمية الوعي المجتمعي لإحداث تغيير حقيقي وتقدم جلي في حياتهم.

وقال الوزير برنية: “لا يمكن تحقيق أي نجاح اقتصادي دون التفكير بالمجتمع ومكافحة الفقر ومراعاة احتياجات وأوضاع محدودي الدخل، فكل ما أصاب المجتمع من أمراض يجب علاجه، والدولة حريصة على تعديل وإصلاح القوانين وتطويرها لمختلف المؤسسات، ومساعدة الذين أمضوا أعواماً في المعتقلات وإعادة دمجهم في المجتمع”.
ولفت الوزير برنية إلى حرص الوزارة على خلق حوافز ضريبية للمكلفين عن طريق العمل على إعفائهم من نسبة من الضرائب أو التأمينات في حال قاموا بتوظيف أي من ذوي الإعاقة، إضافة إلى إعفاءات في حال تم إنفاق نسبة من المبالغ الضريبية في تنفيذ خدمات مجتمعية.
في المجال السياحي

معاون وزير السياحة غياث الفراح أشار إلى أن الوزارة تعمل على أن يكون لها دور بارز في دمج الأشخاص ذوي الإعاقة بالعمل السياحي وتدريبهم وتأمين المستلزمات الخاصة لهم، وخاصة أن الاستثمار السياحي في سوريا الجديدة بحاجة لعمالة مؤهلة ومدربة من مختلف فئات وأبناء المجتمع، كما تعمل على تطوير التشريعات ذات الصلة وخاصة المتعلقة بالأدلاء، ليكون لذوي الإعاقة فرص التقدم لشغل وظيفة دليل سياحي.
الإعاقة حافز للعمل والنجاح
رئيسة مجلس إدارة جمعية “الإعاقة انطلاقة” المنظمة للفعالية منى عمقي أكدت أن الإعاقة حافز كبير للعمل لدى صاحبها لتحقيق النجاح والتقدم على الصعيد الشخصي والمجتمعي، وضرورة تمكينه وتدريبه ليكون فاعلاً في المجتمع، مبينة أن الجمعية تسعى لتقديم خدمات صحية ومستلزمات طبية لكل الأعمار والاعاقات، وأنها تسعى لتتوسع في خدماتها لتشمل محافظات أخرى إضافة إلى دمشق.

بدوره، رئيس مجلس أمناء مؤسسة إدارة الموارد البشرية الدكتور منير عباس قال: “نعمل على تأمين دورات مجانية لتمكين هذه الفئة المهمة ومنحها فرصة عمل لها لبناء مجتمع متكامل ينهض بأبنائه، وخاصة في مجال التحول الرقمي”، داعياً إلى تزويد جميع الأبنية السكنية والخدمية بتجهيزات وإنشائها بطريقة يتمكن ذوو الإعاقة من استخدامها بكل سهولة ويسر دون الحاجة إلى مساعدة الآخرين.
رئيس الجامعة السورية الخاصة الدكتور عبد الرزاق الحسين شدد على ضرورة تنمية قدرات ذوي الإعاقة، والاستفادة من طاقاتهم الكامنة لدمجهم في العملية التعليمية والمهنية والإدارية بشكل مثالي وجعلهم أكثر عطاء وإنتاجاً وإبداعاً في المجتمع.
ضرورة التواصل مع الوزارات

من جهتهم، أكد المشاركون ضرورة التواصل المستمر بين الوزارات والجهات المعنية مع الأشخاص ذوي الإعاقة والوقوف على معاناتهم ومساعدتهم ليعيشوا حياة طبيعية وكريمة في مجتمعهم، ودعوا إلى ضرورة توفير جميع الأدوية اللازمة للأمراض المستعصية في مختلف المحافظات، وزيادة الاهتمام بالمدارس والجامعات لتستوعب أكبر عدد ممكن من التلاميذ والطلاب من ذوي الإعاقة.
وتسعى جمعية “الإعاقة انطلاقة” إلى تمكين ذوي الإعاقة وذويهم من خلال برامج التأهيل، والدعم الأسري، والتوعية المجتمعية، والمناصرة الحقوقية والرعاية الصحية والطبية.
ويصادف في الثالث من كانون الأول من كل عام، اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، ويُعد مناسبة عالمية لتجديد الالتزام ببناء مجتمع دامج وعادل، تُصان فيه حقوق جميع الأفراد.










