دمشق-سانا
يُعد نظام التصنيف المرحلي المتكامل (IPC) أداة معيارية لتقييم مدى سوء التغذية والأمن الغذائي، ويعد اعتماده في سوريا، وفق تصريح عدد من الخبراء لمراسل سانا، خلال ورشة نظمت بدمشق حوله مهماً في توفير صورة دقيقة وموثوقة عن الوضع الغذائي في المحافظات، في ظل اعتماد منهجية علمية تجمع بين البيانات الميدانية والمؤشرات الاقتصادية والاجتماعية؛ لضمان اتخاذ قرارات قائمة على الأدلة.
طبيعة الـ (IPC)
وخلال الورشة التي نظمتها وزارة الزراعة، بالتعاون مع منظمات دولية، اليوم رأى المدير الدولي لوحدة دعم التصنيف المرحلي المتكامل في منظمة الفاو خوسيه لوبيز أن هذا النظام يعتمد على دمج الأدلة المتعددة لتحديد مستوى سوء التغذية والأمن الغذائي، ما يساعد على اتخاذ قرارات استراتيجية قائمة على التحليل الموضوعي والمحايد.
وأشار إلى أن مراحل التصنيف تتوزع بين (الآمنة) التي لا يوجد فيها انعدام للأمن الغذائي، و(الضغط الغذائي) التي يوجد فيها ضغط غذائي لكن لا يوجد انعدام للأمن الغذائي الحاد، و(الأزمة) التي يكون فيها انعدام الأمن الغذائي أو سوء التغذية حاداً، أما المرحلة الرابعة فهي (الطوارئ) التي يتفاقم فيها الأمن الغذائي بشكل حاد، ويصل إلى الوفيات، أما المرحلة الأخيرة فتمثل (المجاعة) التي تشمل مجاعة واسعة النطاق.
وأكد لوبيز أن كل مرحلة مرتبطة بإجراءات استراتيجية، تتراوح بين توفير الغذاء، ودعم سبل العيش، وإيقاف المجاعة، بما يتناسب مع قدرات الأسر والمجتمعات المتأثرة.
جمع البيانات والتحليل
يعتمد التصنيف المرحلي وفق رئيس وحدة الدعم سيرجيو ريجي على مجموعة واسعة من المؤشرات، مثل الأمن الغذائي، وأسعار الغذاء، وحالة الطقس، ومستوى الهشاشة، وتوزيع السكان، بما في ذلك تعداد اللاجئين، مشيراً إلى أهمية أن تكون البيانات دقيقة ومحدثة بانتظام، ويفضل إجراء مسوحات دورية تعكس التغيرات الموسمية، ومراجعة لضمان الجودة والمصداقية.
وأشار ريجي إلى أن تطبيق هذه المراحل يتطلب الاستعداد وتحديد الشركاء، وجمع البيانات والتحقق منها، ووضع الميزانية، وتحضير الفريق، وتحليل الأمن الغذائي في داخل المحافظات، ثم الانتقال إلى مرحلة الاجتماع الفني والتقني لتقديم النتائج ومراجعتها، ليتم اتخاذ القرار واعتماد التصنيف المناسب، وإطلاق الإجراءات الاستراتيجية.
أداة لتقييم الأمن الغذائي في سوريا
أوضح مدير الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية أسامة العبد الله أن الـ IPC يعدّ أداة مهمة لتقييم الوضع الحالي للأمن الغذائي في سوريا، ويساعد على معرفة ما إذا كانت المناطق في مراحل متقدمة من مدى توافر الأمن الغذائي ومدى انعدامه، مشيراً إلى أن هذه المعلومات أساسية لتحديد الأولويات واتخاذ القرارات المناسبة.
ويساعد التصنيف وفق العبد الله الجهات العاملة سواء الحكومية أو المنظمات على وضع خطط دقيقة للتدخل والاستجابة للأزمات الغذائية، من خلال معرفة المرحلة التي تمر بها كل منطقة، ويمكن تحديد أنواع التدخلات المطلوبة، سواء كانت غذائية، أو صحية، أو تنموية، لضمان تقديم الدعم الفعّال للأسر والمجتمعات المتأثرة.
وبين مدير الهيئة أن وزارة الزراعة لها دور محوري في منظومة الأمن الغذائي، حيث تعدّ مسؤولة عن ضمان التغذية الجيدة والصحة وجودة المنتجات الزراعية، مشيراً إلى أن تطبيق هذا النظام في سوريا يمكن أصحاب القرار في الشأن الزراعي من اتخاذ خطوات عملية لمعالجة الجوع والفقر، وتحقيق مستوى آمن ومستدام للأمن الغذائي لدى المواطنين.
معاون رئيس هيئة التخطيط والإحصاء للشؤون الإحصائية شامل بدران بين أن التصنيف المرحلي يعتبر مهماً بالنسبة للحكومة السورية، وخاصة وزارة الزراعة وهيئة التخطيط والإحصاء، حيث يسهم في سد فجوة البيانات ويقارب المعايير والمؤشرات الدولية، ما يتيح لصناع القرار الحصول على مؤشرات دقيقة تدعم السياسات والخطط الحكومية، وخاصة في مجال الأمن الغذائي.
كما يساعد التصنيف المرحلي وفق بدران في تحديد الاحتياجات التي يجب أن تتضمنها الخطط المستقبلية، ما يجعله أداة أساسية للعمل الحكومي، ويقدم نتائج شاملة لجميع مراحل العمل الإحصائي، ويوفر مؤشرات مهمة للمخططين في القطاع الزراعي والجهات المرتبطة بالأمن الغذائي، ويسهم في بناء قدرات وطنية قادرة على جمع وتحليل البيانات بشكل مستقل.
يشار إلى أن الورشة نظمت بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) ، وبرنامج الأغذية العالمي (WFP)، وجرى خلالها مناقشة جميع مراحل التصنيف المرحلي المتكامل (IPC)، وآليات تطبيقه لتحليل واقع الأمن الغذائي في سوريا لعام 2025.