ريف دمشق-سانا
في مشهد مجتمعي مستمر، تأتي اليوم حملة “رنكوس بتستاهل” لتؤكد استمرار وإصرار أبناء ريف دمشق على إعادة إعمار قراهم وبلداتهم، بتكافل شعبي يسعى لتجديد وتأهيل البنى التحتية في كل المرافق العامة التي تخدم أبناء البلدة.

الحملة التي انطلقت مساء اليوم، بمشاركة من الأهالي وعدد من الفعاليات المجتمعية والرسمية، جسدت صورة متكاتفة، من العمل التطوعي والمبادرات التنموية التي تهدف إلى إعادة الحياة للقرى والبلدات التي قدمت الكثير من التضحيات في سبيل سوريا الجديدة.
النهوض بالواقع الخدمي

رئيس المجلس المحلي في بلدة رنكوس خالد قاسم، أوضح في تصريح لسانا، أن الحملة تأتي في إطار الجهود المجتمعية الرامية إلى النهوض بالواقع الخدمي في البلدة، بعد الدمار الذي لحق بالبنية التحتية والخدمات الأساسية خلال سنوات الحرب.
ولفت قاسم، إلى أن الحملة تغطي أربعة قطاعات رئيسية تشمل الخدمي والصحي والتعليم والتنمية، مؤكداً أن المجلس سيعمل بالتعاون مع لجنة التنمية، في متابعة وتنفيذ كل ما يتعلق بالحملة.
تعكس روح التعاضد

القاضي حسين بكري من أهالي النبك اعتبر في تصريح مماثل، أن المشاركة في حملة “رنكوس بتستاهل” تعكس روح التعاضد والتكاتف بين أبناء القرى والبلدات في منطقة القلمون، مشدداً على أن هذه الجهود الشعبية تشكل أرضية أساسية للنهوض بالخدمات ورفع مستوى التنمية المحلية.
وأشار البكري إلى أن منطقة القلمون التي قدمت الكثير من الشهداء تحتاج اليوم إلى تكاتف جميع القوى الشعبية والمؤسسات الرسمية لإعادة بناء ما تدمر فيها؛ جراء ممارسات النظام البائد، موضحاً أن المساهمة يمكن أن تكون عبر المال، والفرق التطوعية، والمشاريع التنموية التي ترفع من مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين.

من جانبها أشارت المحامية شذا موسى إلى دور المرأة في دعم مثل هذه الحملات؛ للمساهمة بالكلمة والموقف في دعم مسيرة إعادة الحياة إلى البلدة، مشيرة إلى أن المشاركة المجتمعية بالعمل هي الطريق الأمثل نحو مستقبل أفضل.
رسالة أمل لإعادة بناء ما تهدم

محمد الخرسا من أهالي المنطقة أكد بدوره، أن هذه المبادرة هي تعبير عن روح التضامن الشعبي والرسمي، وتجسيد للإرادة الوطنية في إعادة بناء ما تهدّم، مؤكداً أن الحملة تحمل رسالة أمل لكل أسرة عادت إلى أرضها ولكل طفل يستحق مدرسة آمنة.

ورأى بطرس أحمر من أهالي صيدنايا، أن مشاركتهم في دعم أهالي رنكوس دليل على عمق الروابط الوطنية والإنسانية بين أبناء بلدات القلمون، مشدداً على أن هذه القيم تشكل الأساس المتين للنهوض بالخدمات وتعزيز التنمية محلياً.
العمل يداً بيد

رئيس جمعية القديس جاورجيوس في بلدة صيدنايا سهيل شاهين أكد، أن مشاركته في الحملة تعبير عن المحبة والتشارك بين أبناء الوطن، مشدداً على أن المرحلة الراهنة تتطلب تكاتف الجميع والعمل يداً بيد للنهوض بالواقع الخدمي للمجتمع المحلي، وعلى أن الجمعية حريصة على أن تكون سنداً وداعماً لكل المبادرات التي تعبر عن وحدة الصف وتعاون أبناء المنطقة.
وتأتي فعالية “رنكوس بتستاهل” في إطار حملة “ريفنا بيستاهل”، التي انطلقت في محافظة ريف دمشق في الـ 20 من أيلول الماضي، والتي تهدف إلى تعزيز التنمية المتوازنة في مناطق الريف، وتكريس مبدأ العدالة في توزيع المشاريع والخدمات.