حماة-سانا
تعاني مئات العائلات العائدة إلى قراها في منطقة سهل الغاب بريف حماة الغربي من أزمة حادة في نقص مياه الشرب، ما يعرقل استعادة الاستقرار وعودة الحياة الطبيعية إلى المنطقة بعد سنوات من التهجير الذي فرضه النظام البائد على الأهالي.
وفي مواجهة هذه المعاناة المتواصلة، تأتي حملة “فداءً لحماة” التي تنطلق غداً السبت، لتقدّم خطوةً فاعلةً نحو تخفيف أزمة المياه، ودعم صمود الأهالي في رحلتهم لإعادة الحياة إلى قراهم.
وأكد عدد من الأهالي لمراسل “سانا” أن نقص المياه اضطرّهم إلى الاعتماد على شراء المياه من الصهاريج أو مناهل تعبئة المياه، رغم ارتفاع أسعارها بشكل يفوق قدرتهم المادية.
وأوضح أحد سكان قرية العنكاوي جمعة عمر حمود أنه لا توجد شبكة مياه شرب في محيط المنطقة التي يعيش فيها، ما يضطره إلى قطع مسافة 8 كم يومياً للوصول إلى أقرب منهل لتعبئة المياه، مشيراً إلى أن شراء المياه من الصهاريج الجوالة باهظ الثمن، ولا يستطيع تحمل تكاليفه بشكل يومي.
مياه الشرب وعودة الأهالي
من جانبه أشار أحد أهالي قرية خربة الناقوس، خالد علي بسيس، إلى أن مصادر مياه الشرب تتوافر في سهل الغاب، حيث تنتشر الآبار، إلا أنه لا توجد التجهيزات الفنية اللازمة لاستجرار المياه إلى التجمعات السكنية والقرى.
وبين بسيس أن عودة مياه الشرب إلى المنطقة ستمهد لعودة المزيد من الأسر المهجرة إلى قراها، داعياً المنظمات الإنسانية إلى دعم تنفيذ مشاريع تزويد التجمعات السكنية بمياه الشرب، مما يساهم في استقرار الأسر.
مشاريع قيد التنفيذ
بدوره، أكد المدير العام لمؤسسة مياه الشرب بحماة عبد الستار العلي في تصريح لـ”سانا” أن جذور أزمة المياه تعود إلى التدمير الذي طال البنية التحتية لقطاع المياه في المنطقة خلال فترة النظام البائد، حيث تم تدمير أغلب شبكات وخزانات ومحطات ضخ مياه الشرب في عدد كبير من قرى سهل الغاب.
وبين العلي أن مؤسسة المياه سارعت إلى إجراء دراسات فنية وتقييم احتياجات هذه المحطات، بما فيها التجهيزات الكهربائية والميكانيكية والشبكات الفنية، مشيراً إلى أن المؤسسة تعمل حالياً بالتعاون مع المنظمات الإنسانية ضمن حملة “حماة تنبض من جديد” على تنفيذ 7 مشاريع مائية في قرى الدقماق والزيتية والحواش وقلعة المضيق وباب الطاقة.
وأوضح العلي أن هناك مشاريع أخرى قيد التنفيذ ضمن حملة “فداءً لحماة” التي ستنطلق غداً السبت، حيث تعمل المؤسسة على تأهيل 10 آبار في منطقة سهل الغاب، وتحديداً في القرى التي دُمرت بنيتها التحتية.
وتنطلق في محافظة حماة غداً السبت حملة مجتمعية بعنوان “فداءً لحماة” التي يتضمن برنامجها تمويل مشاريع خدمية في قطاعات الصحة والتعليم والمياه وغيرها من القطاعات، من التبرعات التي سيتم جمعها.