اللاذقية-سانا
سلمت مديرية الشؤون السياسية في محافظة اللاذقية رسمياً، مبنى دير راهبات الكرمل في حي الكاملية إلى مالكيه الشرعيين، وهم جمعية الراهبات الكرمليت، بعد مرور أكثر من 57 عاماً على استيلاء حزب البعث المنحل عليه، وذلك في خطوة ترسخ مبادئ العدالة واستعادة الحقوق.

وأوضح وليد نصار من مديرية الشؤون السياسية في اللاذقية في تصريح لمراسل سانا، أن عملية تسليم الحقوق المادية والمعنوية التي استولى عليها النظام البائد لأصحابها الأصليين جزء من جهود بناء دولة المواطنة القائمة على العدالة والمساواة، مشيراً إلى أن الأمانة العامة للشؤون السياسية أجرت منذ بداية التحرير تقييماً شاملاً لجميع العقارات التي كانت تحت تصرف حزب البعث المنحل.
وأكد نصار على إعادة كل عقار ثبت فيه اغتصاب أو استيلاء دون وجه حق إلى مالكه الشرعي وأن العدالة في التطبيق تعد شرطاً أساسياً لنجاح عمليات استرجاع الحقوق، مبيناً أن هذه الخطوة تعزز المناخ العام والنسيج الاجتماعي في محافظة اللاذقية، وتسهم في تعزيز التماسك الاجتماعي واستقرار المجتمع.

من جهتها، أعربت رئيسة الدير ريما ناصر في تصريح مماثل، عن سعادتها الغامرة باستلام المبنى بعد عقود من الفقدان، معتبرةً أن هذا اليوم يمثل مرحلة تاريخية في مسيرة جمعية الراهبات الكرمليت التي تأسست في اللاذقية عام 1921، واحتفلت في عام 2021 بمئة عام على وجودها في المدينة.
وأشارت ناصر إلى خطط الراهبات لإعادة ترميم المبنى، وإعادة تأسيس المدرسة والخدمات الاجتماعية المرتبطة به، مثمنةً تعاون المحافظة الفعال في إنجاز عملية الاسترجاع.
وتأتي هذه الخطوة ضمن الجهود الحكومية للتعامل مع الملفات العقارية العالقة وضمان حقوق أصحابها الأصليين، بما يعزز ثقة المواطنين بالمؤسسات الرسمية، ويشكل تسليم دير الكرمل لأصحابه الشرعيين تأكيداً على التزام الدولة بإعادة الحقوق وإرساء مبادئ العدالة في التطبيق الإجرائي، ما يعكس حرصها على بناء بيئة مستقرة وعادلة في المحافظة.
